“اللاذقية”.. أزمة حليب أطفال وصيدلي يطالب الصحة بالتعلم من “اليمن”
حليب “نان1” مقطوع من الأسواق والأطباء يصرون عليه.. الأهالي وأطفالهم الرضع ضحية ارتفاع الدولار وجشع الأطباء!
سناك سوري-اللاذقية
يعاني بعض أهالي “اللاذقية” من تأمين حليب “نان1″ لأطفالهم الرضع، عقب انقطاعه من الأسواق قبل عدة أيام، في حين يرفض معظم الأطباء إعطاء بديل له من أنواع الحليب الأخرى.
والتفاصيل كما رواها أحد صيادلة المدينة لـ”سناك سوري” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: «الحكاية باختصار، أن موضوع تواجد حليب نان1 متوقف على ارتفاع سعر الدولار أو انخفاضه، فكلما ارتفع الدولار ينقطع الحليب من السوق، ويزيد معاناة الأهالي في البحث عنه».
يؤكد الصيدلي أن الأطباء يرفضون إعطاء بديل عن حليب “نان1″، لكونه الأفضل قياساً بباقي أنواع الحليب من جهة، ولأهداف تجارية أخرى من جهة أخرى، يضيف: «لا ننكر أن نان الذي تنتجه شركة نستلة من أهم أنواع الحليب وأكثرها جودة لكن هناك أنواع أخرى تصلح لأن تكون بدائل في ظل ما تعانيه البلاد حالياً، لكن للأسف بعض الأطباء يصرون على الأهالي لاعتماد “نان1” دون إعطائهم بدائل أخرى وهذا لأسباب تجارية بحته تربط الطبيب بمصلحة مع وكيل الشركة».
ينتقد الصيدلي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أداء وزارة الصحة في التوعية لبدائل حليب الأطفال في ظل ما يعانيه المواطن السوري من أوضاع معيشية مزرية، يضيف: «زملائي في اليمن الذين أتواصل معهم باستمرار أخبروني أن وزارة الصحة لديهم بعد بدء الحرب نظمت الكثير من الورشات والندوات للأهالي لتساعدهم في إيجاد بدائل أرخص ثمناً ومتوفرة بعكس الحليب الصناعي، مثل حليب الأغنام الذي يتم تخفيفه بدرجة معينة ليصبح ملائماً للرضع، للأسف وزارة الصحة لدينا وقسم الأمن الغذائي فيها لا يقوم بأي دور في هذا المجال ما ترك الأهالي عرضة لأبشع أنواع الاستغلال من المحتكرين للحليب الصناعي».
الصيدلي قال إنه يتوجب على وزارة الصحة أن تكون مسؤولة عن أنواع حليب الأطفال وألا تتركها للتجار، ويمكن تجاوز العقوبات الأوروبية المفروضة عليها عبر الاستعانة بوسطاء، يضيف: «من غير المنطقي أن يحتكر أي تاجر استيراد حليب الأطفال في ظل الأزمات والحروب، يفترض أن يصبح الأمر بيد الدولة لحساسيته وحاجة الناس له».
وطالب الصيدلي قسم الأمن الغذائي في وزارة الصحة بإصدار قرارات وتعميمها على نقابات الصيدلة ومديريات الصحة في المحافظات، تضمن الحديث عن عدم توافر حليب “نان1” بالكمية التي تلبي الاحتياجات، ومطالبة الأطباء بالبحث عن بدائل وليس التركيز على هذا النوع من الحليب.
أحد مندوبي شركة “نستلة” في “سوريا” قال لـ”سناك سوري” إن سبب المشكلة يكمن في تأخر شحنات الحليب داخل المرفأ، حيث تنتظر الشحنة لمدة زمنية تتجاوز الأسبوعين ريثما يتم فحصها، وهو ما يسبب تأخر دخولها إلى الأسواق والتسبب بمشكلة انقطاع المنتج.
وبالنسبة لباقي المحافظات، قال مراسل “سناك سوري” في “السويداء” إن حليب “نان1” كان مقطوعاً قبل حوالي الأسبوع في حين عاد اليوم بكميات قليلة لا تسد الحاجة إليه، وفي “بانياس” ذكر مراسلنا أن الحليب ليس متواجد بكميات كبيرة لكن الطلب عليه في حدوده الدنيا ولا يصر الأهالي عليه بالتحديد، ومثلها مدينتا “طرطوس” و”حمص”.