الرئيس الأسد: الأزمات الاقتصادية حالة ضعف .. والأولوية المعيشية ليست للطمأنة
الرئيس الأسد يخاطب النواب: الثقة العامة رصيد سريع النفاذ
قال الرئيس السوري “بشار الأسد” أن الأزمات الاقتصادية الحادة هي حالة ضعف مناعة غير ظاهرة للعيان وتأتي الحروب لتظهر هذه الحالة وحدّتها. داعياً إلى البحث في عمق التوجهات الاقتصادية المتبّعة خلال عقود.
سناك سوري _ دمشق
وخلال كلمته أمام مجلس الشعب السوري مع افتتاحه دوره التشريعي الرابع. قال الرئيس “الأسد” أن البرلمان هو المؤسسة الأهم في الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً ما لم يكن التطوير شاملاً للمؤسسات كافة بحكم العلاقة الوثيقة بينهما. معرباً عن تهنئته لأعضاء المجلس لنيلهم ثقة الناخبين مبيناً أن الثقة العامة رصيد سريع النفاذ ما لم يغذَّ بالعمل الدؤوب والإنجاز والإثمار.
وتابع الرئيس “الأسد” مخاطباً أعضاء المجلس أن الحصانة لا تعني تجاوز القانون بل تعني أن يكون الأعضاء سباقين إلى تطبيق القوانين والخضوع لها، باعتبارهم مسؤولين عن إصدارها. مشيراً إلى أن الرقابة تكون على المؤسسات أما المحاسبة فتكون على المسؤولين وكلاهما مسؤولية قبل أن يكونا سلطة.
وأكد الرئيس السوري على مسؤولية النواب في مناقشة الرؤى والسياسات وأدوات تنفيذ أي قانون يتم إقراره. مبيناً أن عدم السؤال عن كيفية تنفيذ أي قانون يحمّل المجلس مسؤولية التقصير مع السلطة التنفيذية.
المشاريع الصغيرة عصب الاقتصاد
أما عن الوضع المعيشي فقال الرئيس “الأسد” أن الأولوية ليست للطمأنة بل لشرح الواقع وتحليله واقتراح الحلول الممكنة.
الرئيس السوري قال أيضاً أنه يجب تحديد الحلول الأكثر مناسبةً والأقل ضرراً بالنسبة لـ”سوريا”. لافتاً إلى أن الحلول الصعبة لا تعني الاستحالة بل أن الرؤى والسياسات تبنى على الحقائق.
من جهة أخرى لفت الرئيس “الأسد” إلى أن المشاريع الصغيرة هي عصب الاقتصاد ونواة للنمو وليست مجرد حل لمشكلة مؤقتة.
دور البرلمان في الحوار
مجلس الشعب وفقاً للرئيس “الأسد” يتمتع بدور محوري في الحوار والحراك ومواجهة التحديات. بآليات فعالة ترتقي إلى المستوى الوطني. مجدداً دعوته لتطوير النظام الداخلي للمجلس.
وأوضح أن تغيير الأوضاع ليس مستحيلاً بشرط تغيير المقاربات للمواضيع وتفعيل عمل المؤسسات. مشيراً إلى أن “سوريا” ساحة من ساحات الصراع في العالم. والخيار إما أن تتأثر فقط أو تؤثر وتخلق توازناً. داعياً للعمل بجدّ بحثاً عن حلول ورفض الخضوع للإحباط والاستكانة للظروف بدل العمل على تغييرها.
العلاقات السورية التركية
وعن العلاقة مع “تركيا” قال الرئيس “الأسد” أن الوضع الراهن متأزم عالمياً وانعكاساته تدفع “سوريا” للإسراع في إصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح من طعنة صديق. وبناءً على ذلك تم التعامل مع المبادرات حول العلاقة مع “تركيا”.
ولفت الرئيس السوري إلى أن الزمن راكم الضرر ليس فقط على الجانب السوري بل على الجانب التركي أيضاً. فيما انطلقت “دمشق” في تعاملها مع المبادرات من مبادئها ومصالحها. مؤكداً أن السيادة والقانون الدولي تتوافق مع مبادئ كل الأطراف الجادة في استعادة العلاقة. ومكافحة الإرهاب مصلحة مشتركة للطرفين.
أما عن الحل بحسب الرئيس “الأسد” فيكمن في المصارحة وتحديد موقع الخلل لا المكابرة. مبيناً أن استعادة العلاقة تتطلب أولاً إزالة الأسباب التي أدت لتدميرها مشدداً على أن “سوريا” لن تتنازل عن أي من حقوقها. في حين أرجع سبب عدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات السابقة مع الجانب التركي إلى غياب المرجعية. وقال أن “سوريا” تؤكد دوماً على ضرورة انسحاب “تركيا” من الأراضي السورية ووقف دعمها لـ”الإرهاب”.
وأضاف أن المرحلة التي تتحدث عنها “سوريا” الآن هي مرحلة الأسس والمبادئ لأن نجاحها هو ما يؤسس للنجاح لاحقاً. وتصريحات المسؤولين الأتراك لا أساس لها من الصحة فمعيارنا هو السيادة.