“الخبزة المدعومة” كلمة السر لحل “الأزمة اللبنانية”.. اسألوا السوريين وشوفوا! – رحاب تامر
معقول المتظاهرة اللبنانية تحتج على حكومة بلادها كرمال البوتوكس؟.. عنا بـ”سوريا” جوعانين ومتشردين وعريانين وصامدين!
سناك سوري-رحاب تامر
«مش قادرة أعمل بوتوكس لشفافي»، هي العبارة التي قالتها إحدى المتظاهرات اللبنانيات، وسارع عدد كبير من السوريين لمشاركة الفيديو الخاص بالعبارة عبر صفحاتهم في الفيسبوك، والتعليق عليها مستهجنينها على اعتبار أن “البوتوكس” شيء ثانوي جداً ومن غير المعقول أن يتم التظاهر لأجله.
نحن في “سوريا” سقف اكتفائنا “خبزة مدعومة”، ومن الطبيعي جداً أن نستهجن احتجاج سيدة بهذه الجرأة على غلاء البوتوكس وعدم قدرتها على “نفخ شفايفها”.(بغض النظر إن كانت تسخر أو مقتنعة في مطلبها).
في “سوريا” لم نملك حتى ثمن الحلم بتحسين مظهرنا أو تحويل “الخبزة المدعومة” إلى “سمونة فرنجية”، (وليش البزخ، ارضى بالموجود نحن بحالة حرب والناس مو لاقية تاكل).
في “سوريا” ليس من الطبيعي أن نبحث عن البوتوكس، ونحن مو ملاقيين فرصة عمل براتب محترم يكفي حتى ثمن الطعام!.
ليس من المنطقي أن نفكر بعمليات التجميل، بينما نشحد أموالنا وحقوقنا من مسؤول هنا وآخر هناك، وبينما لا نملك حتى ثمن دفع قسط تعليم أطفالنا.
كيف نفكر بعمليات التجميل وأهميتها للنساء، ونحن لا نستطيع حتى ارتداء ما نرغبه من ملابس طارت أسعارها بعيداً في السماء لدرجة بتنا لا نراها.
كيف نفكر بالبوتوكس وأهميته، إن كنا لا نستطيع الخروج في نزهة نهاية الأسبوع، وسقفها في بلادنا الجلوس على الشرفة مع كاسة متة وصحن بزر ميال!.
ما أهمية البوتوكس لسيدة لا تجد ثمن علبة حليب لطفلها الرضيع، وتبحث عما يمكن أن يلائمه لدى المنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية!.
كيف نفكر بالبوتوكس، ونحن نبحث في جيوبنا آخر الشهر عبثاً لنجد كفاية أجور المواصلات التي تقلنا لعملنا صباح كل يوم!.
ما هو البوتوكس، بالنظر إلى نوم عدد كبير في الشوارع نتيجة الحرب وعدم إيجاد منزل يأويهم بعد ارتفاع الأجارات وندرة فرص العمل.
بالنظر إلى كل ما سبق يبدو أن الشعب اللبناني لم يكن مرتاحاً جداً ليخرج ويتظاهر وتطالب إحدى المتظاهرات بحقها في البوتوكس، ليس مثلنا نحن الشعب الذي يعيش بنعمة “الخبزة المدعومة”!.
اقرأ أيضاً: طلب “تبكبك” لصديقي المسؤول.. تعال أعلمك الصمود الذي نعرفه – رحاب تامر