تعالت أصوات الصراخ خوفاً من ثعبان كان بالقرب من باب المنزل في إحدى قرى ريف اللاذقية حيث أقيم، البارحة مساء وبينما كان التقنين على أشده، لم تُفلح مطالبي بترك الثعبان وشأنه، وإخبارهم بأنه ثعبان عقد الجوز غير سام. لتصرخ جارتي المُسنة في وجهي بأن “عضته ما بتخلي الواحد يقوم، وأكتر ثعبان سام”.
سناك سوري-وفاء محمد
يتكرر هذا المشهد كثيراً في حياتنا نحن الريفيون. حتى ثعابين الحنش الأسود صديق الفلاح لا تسلم من أذى القتل والفتك بها. انطلاقاً من هواجس الخوف من الأفاعي لدى الجميع، دون القدرة على التمييز بين السام وغير السام.
حتى ما قبل عام كنت من أولئك الذين يدعون لقتل الأفاعي أياً كان نوعها. حتى دخلتُ إلى مجموعة هواة الحياة البرية السورية بالفيسبوك. التي ساعدتني على اكتشاف الأنواع الخمسة السامة للأفاعي في بلدنا. وهي البيضاء السورية التي تنتشر في كل الجغرافية السورية ومثلها أفعى فلسطين.
كذلك هناك الرقطاء الجبلية النادرة، التي تعيش في الجبال وتم توثيقها في جبال المنطقة الساحلية. والصل الأسود، أحد أكثر الأفاعي سميّة ويتواجد في الصحراء والبادية والواحات، وأخيراً القرناء الكاذبة التي تعيش في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية ذات التربة الحصبائية.
ورغم أنه لا يمكن توثيق عدد الأفاعي البيضاء السامة التي تمّ قتلها في الساحل مؤخراً. إلا أنّ انتشارها الكبير هذا العام واضح جداً، فيما يبدو أن السبب الوحيد لذلك زيادة في قتل أعداد الحنش الأسود الذي يعتبر العدو الطبيعي لها، ويفترسها (الصورة الرئيسية).
خطورة تلك الأفعى كبيرة جداً، فسمّها فتّاك وينبغي الحصول على المصل الطبي خلال ساعة واحدة من زمن التعرض للّدغ. وبسبب صعوبة المواصلات وأزمة المحروقات وبُعد الأرياف عن المشافي في مراكز المدن قد لا يتوفر هذا الأمر بشكل سهل. لذا فإن التوعية بأهمية ترك الحنش الأسود وأفعى عقد الجوز وشأنهما أمر بالغ الأهمية. وينبغي على المعنيين زيادة التوعية بهذا الخصوص.