ومازال المواطن ينكر الجميل ويتغنج
سناك سوري-رام أسعد
تفاجأ سكان دمشق بلافتات مميزة كتبَ على بعضها عبارة “رضا المواطن” مع صورة يد تضع إشارة صح بجانب “ايموشن مبتسم” (هاد الايموشن هو انت حبيبنا المواطن) وعلى البعض الآخر عبارة “رضا الموظف” مع صورة لأشخاص (يبدو أنهم أجانب) وهم في مكان عملهم وتبدو عليهم علامات السعادة، وقد تم توزيعها وتثبيتها في الشوراع ومواقف الانتظار.
اللافتات التي كتبَ أسفلها “المشروع الوطني-الإصلاح الإداري” والتي يبدو أنها وضعت برعاية وزارة التنمية الإدارية لم توّزع سوى في العاصمة دمشق حيث حرم المواطنون في باقي المحافظات من “تكحيل أعينهم” برؤية حكومتهم وهي تهتم برضاهم “لافتياً” حيث يبدو أن للمركزية تأثير حتى على انتشار حملة “رضا المواطن والموظف” (ضايع حقون المواطنين بباقي المحافظات!؟ حدا مخبر الوزارة انو البقية عايشين بسعادة مثلاً).
اقرا أيضاً: موظفون بلا رواتب منذ أربعة أشهر من يقبضهم؟
وأثارت هذه اللافتات تساؤلات المواطنين حيث ظنوا بأن حكومتهم قد أحدثت وزارة “الرضا” على غرار دولة الإمارات التي أحدثت وزارة “السعادة”. (كونو السعادة بعيدة عننا فإرضى ياعزيزي المواطن).
وبحسب ما رصد “سناك سوري” أثارت هذه اللافتات موجة تعليقات ساخرة من قبل المواطنين، (مالك حق عزيزنا المواطن، يعني أكثر من هيك شو فيها تعمل الحكومة).
يقول المواطن الملقب “بالراضي بعيشته” لـ “سناك سوري”: «البارحة بقيت في انتظار الباص مع مئة مواطن راضٍ من أمثالي لساعة ونصف، كنت كلما أشعر بالغضب والمرارة، أنظر للافتة المعلّقة بجانبي على موقف الباص والمكتوب عليها “رضا المواطن” فأهدأ وعندما جاء الباص وتدافع المواطنون ووقعت أرضاً أسفل اللافتة، لم أتأفف بل كنت راضياً تمام الرضا».
اقرا أيضاً: محافظ حماة صب جام غضبه على الموظفين!
الموّظف “الراضي” صرّح لـ “سناك سوري”: «البارحة استلمت راتبي من الوظيفة وبينما كنت أمشي في الشارع وأحسب ديوني ليتبين لي بأنني مكسور فوق راتبي بـ4 آلاف ليرة، صادفت هذه اللافتة فشعرت بأن الحكومة تشعر بي وتقف لجانبي وشعرت بالرضا يغمرني».
بعض المواطنين والموظفين “غير الراضين” تسائلوا ألم يكن أجدر بالحكومة إنفاق تكاليف هذه الحملة على مشاريع وخدمات تجلب الرضا للمواطن فعلاً بدلاً من أن تدعي العجز وضعف الإمكانيات، في حين أعلن البعض عن يأسه من نجاح مشروع الإصلاح الإدراي كون الحكومة قد فهمته بهذا الشكل، وتذمروا من إصرار الحكومة على اتباع الخطابات والشعارات الخشبية غير المفهومة وغير الواقعية والبعيدة عن المواطن ضاربين مثال حملة “عيشها غير” التي أطلقتها وزارة الإعلام عام 2015 في الوقت الذي كان المواطن يحلم بأن “يعيشها فقط” ويضل بخير ومن دون غير.
لكن يبدو أن الحكومة ردّت على كل هؤلاء المواطنين الراضين وغير الراضين بأن غنت لهم “وبعدك عنيد يارضا، وأصغر نصيحة بترفضا!؟ كلشي عم يغلا ويزيد، امبارح كنتوا ع الحديدة، واليوم صرتو ع الحديد”.