
سناك سوري – دمشق
نشرت صحيفة البعث التابعة للحزب الحاكم الأسبوع الماضي مقالاً للكاتب “أحمد حسن” رأى فيه أن طريق عودة الأنظمة العربية الضالة إلى العالم يمر عبر مطار دمشق الدولي.
المقال اعتبر أن المنطقة والعالم يشهدان مرحلة انتقالية، بعد الانسحاب الأميركي من “أفغانستان” والذي يرى الكاتب أنه أمر طبيعي، معتبراً أن العالم تابع على الهواء اللحظة التاريخية التي تستدير فيها الآلة البيروقراطية المعقّدة للجهاز الإمبراطوري – الأمريكي هنا – الضخم بكل حمولته العدائية، وبكل أعطابه وخسائره التي مُني بها في معاركه المتعددة حول العالم، باتجاه عدو جديد – “بكين” في حالتنا هذه – متخفّفاً من حمولة تالفة هنا وسفينة قديمة متآكلة هناك، والأهم من عميل مزعج هنا وتابع ثقيل وواهم هناك.
كاتب المقال رأى في المقابل أن منطقتنا التي تشهد وجوداً اميركياً لن تحظى بخروج أميركي كامل بل “مخففاً وتلزيماً” كما وصفه، معتبراً أن الوجود الأميركي سبب معظم مشاكل المنطقة، وأنها اللحظة المناسبة للقوى الحية للمشاركة في صنع ترتيبات جديدة لملفات قديمة حان وقت إنهائها جزئياً للبعض أو بالكامل للبعض الآخر.
اقرأ أيضاً:العرب يعيدون علاقاتهم مع سوريا من بوابة المصالح: الهدف خط الغاز
المتغيرات ومساعي الأميركي لقلب الطاولة على الجميع وضرب الحلفاء بالحلفاء والخصوم بالخصوم يطرح أمام العرب أسئلة وتحديات عدّة، وبقدر ما هي معروفة للجميع، وهي لن تكون عبر “الحج” إلى “واشنطن”، على ما يفعله البعض في الداخل السوري بحثاً عن الخبر الأمريكي اليقين انسحاباً من “سوريا” أم بقاء ليبني أوهامه على ذلك بحسب رأي الكاتب الذي اعتبر أن كلهم، حلفاء مزعومين أو خصوم مدّعين، أدوات إيجابية أو سلبية في اللعبة الإمبراطورية الكبرى، وبعضهم وخاصة “الحلفاء” – أنظمة الخليج تحديداً – ستتركهم هذه اللعبة، وقد بدأت التباشير، واقفين بعجز وجزع أمام استحقاقات الخروج الأمريكي سواء كان جزئياً كما يقول البعض أم جذرياً كما يقول البعض الآخر، كل ذلك بحسب الكاتب.
ويختم الكاتب مقاله بالقول أنه يصبح على الجميع، سواء كانوا أفراداً سوريين أو أنظمة عربية ضالّة أو مضلّلة، أن يستفيقوا على الحقيقة الوحيدة التي أثبت الزمن صحتها في هذا الشرق التعس ومفادها أنه دون “سوريا” – التي أعطاهم شعبها عبر تاريخه كل النظريات والآمال الكبرى بمستقبل فاعل ومنحهم حديثاً الحلم الوحدوي العربي الوحيد – لا معنى لوجودهم إلا المعنى البيولوجي، وبالتالي فإن البوابة الوحيدة لعودتهم، ولو الجزئية حالياً، لهذا العالم، هي مرة جديدة، مطار دمشق الدولي ولا شيء غيره، ودمشق، وكعادتها، جاهزة للصفح عن كل أخطائكم وخطاياكم فهذا قدرها واختيارها أيضاً.
اقرأ أيضاً:هلال الهلال: نحن في مرحلة استثمار ما وصلنا له من انتصارات