الأناناس في سوريا يحمل جواز سفر .. ظهور مفاجئ بعد سقوط النظام
الأناناس بين القادمين الجدد إلى سوريا .. أول سفراء القارة الأمريكية
لا أدري لماذا انتشرت الفاكهة الاستوائية مثل جوز الهند والأناناس والكيوي والمانجو منذ الأيام الأولى لسقوط النظام بهذه السرعة، نعم كانت موجودة سابقاً ولكن ليس بدكاكين الناس من فئتنا، كانت موجودة في المولات الكبرى وبعض الأحياء دون غيرها، فهي فواكه لها زبائنها ونحن لم نكن زبائنها.
سناك سوري_ ناديا سوقية
للوهلة الأولى ستتخيل أنها غنائم حرب من براد القصر وُزِّعت على الشعب، وأن كروش السلطة البارزة وحتى الممسوحة منها، لم تبتلع أحلام ولا منازل ولا أمان المواطنين فحسب، بل وحالهم المستور الميسور، وتأملاتهم البسيطة وموائدهم باختلاف طبقاتهم الاجتماعية من لقمة الزيت والزعتر للأناناس.
واليوم وبعد مرور “شهر ونيّف” على سقوط النظام في سوريا، لا تزال الدكاكين تضع الأناناس وجوز الهند وأخواتهم الأجانب إلى جانب فاكهتنا المحلية كالتفاح والبرتقال وموسم “الكرمنتينا”، وما زاد طين الرفاهية بلة هو اقتحام المنتجات التركية مثل البسكويت والشوكولا الأجنبية التي غطّت على بسكوتنا المحلي وشوكولاتاتنا الوطنية.
بالعودة الى الأناناس ، فسعر الحبة منه لا يتجاوز الـ40 ألف ليرة ، كم تغزلت جارتي بها، فهي مميزة تشبه الأناناس في أفلام الكرتون ومسلسلات mbc.
رغم أنها حبة فاكهة ومن بسطة، لكنها تحمل بطاقة تعريفية غير مألوفة لزبون لا يعرف دكاكين المواسم إلا بالالتفات إليها ورمقها بطرفة عين .
الأناناسة التي اشترتها جارتي تحمل أيضاً “باركود” يأخذك لأصلها وفصلها، فقد قطعت مسافات، وعبرت بحاراً و محيطات، وصعدت صناديق وسيارات وبرادات حتى وصلت إلى أيدي السوريين وبسطاتهم، ولا تحتاج دعاية أخرى ليطمئن الزبائن عن سيرتها الذاتية ..فهي أناناسة خلقت على أرض أميركا حسب “الكود” وشربت ماء عذبة، وتربت على كفوف الراحة. وأتوقع إذا نطقت فمعها لغات ودورة icdl، أما نحنا فعلينا تعلم طريقة تقشيرها وتقديمها لأنها ستضاف للمائدة مثل الفجل بعد شباط ورفع الرواتب 400% المنتظر.