اتفاق دمج قسد في الجيش السوري…أحمد: يهدف لإيقاف أحداث الساحل
دمج قسد دون حلِّها .. وحقول النفط تحت إدارة الدولة السورية

أعلنت رئاسة الجمهورية أمس بشكل مفاجئ ودون مقدمات عن توقيع اتفاق بين الرئيس المؤقت “أحمد الشرع” وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” “مظلوم عبدي” يقضي بدمج “قسد” في الجيش السوري.
سناك سوري _ دمشق
وشكّل الاتفاق مفاجأة لمتابعي مسار الأحداث السورية إذ لم يسبقه أي حديث عن مفاوضات أو قرب وصول لتوافق بين الطرفين، بعد أن تعثّرت المباحثات بينهما بعد سقوط النظام عند نقطة التعامل مع “قسد” ما بين دمجها في الجيش أو حلّها وضمّ عناصرها بشكل فردي للمؤسسة العسكرية.
بنود الاتفاق
8 نقاط ضمّها الاتفاق بدأت بضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة والتمثيل في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، والتأكيد على أصالة المجتمع الكردي ضمن الدولة السورية وضمان حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية.
كما نص الاتفاق على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، ودمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، مع ضمان عودة كافة المهجرين إلى بلداتهم وقراهم وضمان حمايتهم.
واتفق الجانبان على دعم الدولة السورية في مكافحة فلول النظام وكافة التهديدات، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية، على أن تعمل اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي، وحمل الاتفاق التوقيع الشخصي لـ”الشرع” و”عبدي”.
ترحيب عربي
سارعت وزارة الخارجية القطرية لإصدار بيان رحّبت فيه بمضمون الاتفاق وقالت أنه خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون.
تلاه بيان من الخارجية السعودية التي أشادت بإجراءات القيادة السورية لصون السلم الأهلي وجهود استكمال مسار بناء مؤسسات الدولة.
الخارجية الأردنية أعربت كذلك عن ترحيبها بالاتفاق ووصفته أيضاً بالخطوة المهمة نحو إعادة بناء “سوريا” على الأسس التي تضمن وحدتها وتخلصها من الإرهاب وتحفظ حقوق كل أبناء الشعب السوري.
كما اعتبرت الخارجية الكويتية الاتفاق خطوة مهمة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها في “سوريا”.
إيقاف أحداث الساحل
الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” “إلهام أحمد” علّقت على الاتفاق بالقول أنه جاء في سياق الأحداث المؤلمة في الساحل السوري، وأنه يهدف لإيقافها وإيقاف كامل العمليات العسكرية على الأراضي السورية.
وأعربت “أحمد” أن يمهّد الاتفاق الطريق لمصالحة وطنية شاملة ومسار عدالة انتقالية حقيقية، تضمن إشراك الكرد وجميع المكونات الأخرى في العملية السياسية، وتحقق العودة الآمنة للمهجرين والمغتربين، مضيفةً أن قوة “سوريا” تكمن في تعددها وكفاءة أبنائها وبناتها.
احتفالات شعبية
شهدت عدة مناطق سورية احتفالات شعبية عقب الإعلان عن توقيع الاتفاق، حيث خرج مواطنون في “حلب” للتعبير عن فرحهم بما تم التوصّل إليه، وتمت إزالة اللافتات التحذيرية في الطرق المؤدية للأحياء الواقعة تحت سيطرة “قسد”.
وخرجت مسيرات احتفالية مماثلة في “طرطوس” و”دمشق” و”اللاذقية” و”الرقة” وغيرها تعبيراً عن الفرح بالاتفاق باعتباره بوابةً لضمان وحدة الأراضي السورية.
لكن هذه الاحتفالات واجهت انتقادات من ناشطين دعوا إلى لملمة جراح المدنيين في الساحل السوري الذين خسروا عائلاتهم جراء المجازر الطائفية، لا سيما أن ملف الانتهاكات في الساحل شكّل بحسب مصادر مطلعة عامل ضغط حاسم على “دمشق” لتوقيع الاتفاق مع “قسد”.
من جانب آخر، فإن “تركيا” لم تعلن بعد موقفها الرسمي من الاتفاق، علماً أنه جاء بعد أقل من أسبوعين على إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني “عبد الله أوجلان” دعوة حزبه لحلّ نفسه وإلقاء سلاحه لفتح صفحة سلام مع “أنقرة”، والتي تتهم بدورها “قسد” بأنها جزء من حزب العمال، فيما سينهي الاتفاق في حال تنفيذه حالة العداء مع الجانب التركي ويسحب أي ذرائع أو مسببات لأي هجمات تركية محتملة.