يهمس أهالي “إدلب” في سرهم وربما قليلاً في العلن عن رغبتهم بعودة مؤسسات الحكومة رغم معارضتهم للحكومة وسيطرتها على المدينة التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق
سناك سوري-خالد عياش
لن تنعم إدلب بالهدوء بعد الآن، المشهد الدموي يقترب منها شيئاً فشيئاً مع تبدد الهدنة بين “هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا”، والتي بدأت الاشتباكات فيما بينهما بريف “حلب” الغربي ومن المرجح أن تمتد حتى “إدلب”.
في ريف “حلب” يبدو أن الأهالي يريدون دحر مختلف الفصائل والكتائب الإسلامية بما فيها “الهيئة” بعد أن عاشوا في كنفها لأشهر عديدة وعانوا من الانتهاكات والاعتقالات التي فرضتها بحقهم، فهم يريدون الخلاص، وانطلاقاً من هذه الفكرة انتفض سكان “الأتارب” في مظاهرات ضد “الهيئة” انتهت بمقتل أحد المتظاهرين ويدعى “جمال المنصور” في بلدة “باتبو” والذي شيعه أهالي البلدة إلى مثواه الأخير حيث سيستريح من الحرب إن تمكنت شاهدة قبره من النجاة مستقبلاً، أجل إنها الحياة التي يعيشها أغلب السوريون اليوم.
الاشتباكات بين الفصيلين المتناحرين عادت منذ إعلان “الهيئة” إلغاء الهدنة يوم أمس، وتصاعدت وتيرتها في مدينة “دارة عزة” وقرية “مكلبيس” و”الأتارب” بريف حلب الغربي، مع توقعات بامتدادها حتى “إدلب”.
اقرأ أيضاً: “تحرير الشام” تلغي الهدنة مع “تحرير سوريا”
ومع كثرة الشائعات حول الأسباب الحقيقية التي تدفع الفصيلان لكل هذا الاقتتال، ظهرت معلومات جديدة تقول إن تصعيد الاشتباكات بينهما أتى بمطلب “تركي” حتى يتثنى لتركيا الدخول إلى “إدلب” بحجة إيقاف الاقتتال الفصائلي يساعدها في ذلك تفاهمات “أستانا” التي تجيز لها الدخول لتثبيت نقاط مراقبة، لكن من الواضح أن هدف التركي يذهب أبعد من ذلك فهو يريد المدينة لا نقاط مراقبة فقط.
أمام هذا الواقع المزري يهمس الأهالي في سرهم وربما قليلاً في العلن عن رغبتهم بعودة مؤسسات الحكومة رغم معارضتهم للحكومة وسيطرتها على المدينة التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، تسببت به “الهيئة” وأذرعها الأمنية، والاقتتال الذي لا ينتهي بين الفصائل فيها.
اقرأ أيضاً: 5 أيام دامية.. 500 شخص ضحايا الاقتتال الفصائلي شمال سوريا