لا أحد يجرؤ على المجاهرة بالأمر على الأقل حالياً.
سناك سوري-خالد عياش
أثار تصريح وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في كون المهمة الرئيسية حالياً هي دحر جبهة النصرة، مخاوف سكان إدلب الذين باتوا ينظرون للقادم بقلب الخائف من تصعيد جديد قد يعيد الحرب إلى المدينة التي أعلن سابقاً أنها منطقة خفض تصعيد بموجب اتفاقات أستانا.
الستيني “أبو محمود” أحد سكان مدينة “إدلب” قال في حديث مع “سناك سوري”: «يجب تجنيب المدينة الحرب بأي ثمن، لقد شبعنا حروباً ونزاعات، غالبية السكان هنا وأنا واحد منهم لا يريدون تصعيد جديد، وعلى جبهة النصرة أن تعلن بشكل فعلي فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة وإلغاء نفسها والعودة إلى حضن الجيش الحر بوصفه خاضعاً للهدنة التي أقرتها مناطق خفض التصعيد».
وحين فرغ العم “أبو محمود” سألته هل سيكون هناك حراك شعبي ومظاهرات ضد “النصرة” إلا أنه تبسم وقال لي: «عن نفسي أحبذ ذلك ولا أخاف ولكن ماذا عن أولادي وأحفادي؟، سيعيفونهم حياتهم إن علموا أنني ضدهم، أو إن شاهدوا صورة لي في مظاهرة، هل تعتقد أننا نعيش في سويسرا التي يعقدون فيها اجتماعاتهم، إدلب ترحب بكم يا ولدي».
اقرأ أيضاً: بعد تصريحات “لافروف” هل تكون إدلب ساحة المعركة القادمة؟
ودعت العم “أبو محمود” ومضيت في طريقي أحاول أن أستمزج آراء الناس حول الأمر، السمان بـ “أبو عبدو” أكد أنه لا يريد التصعيد والحرب وبأنه حان الوقت لإنهاء هذا النزاع مشيراً إلى أنه على جبهة النصرة أن تسلم إدلب إلى مجلس منتخب ومن ثم الذوبان في باقي الفصائل وذهب أبعد من ذلك لدرجة أنه اقترح أن تقوم النصرة بتخليص نفسها من المتشددين ولو بقتلهم فبالنسبة له إن قتل بعض المتشددين أفضل من التسبب بحرب ستقتل الطفل والمرأة والعجوز والجميع، مشدداً على رأيه بأن “النظام” ظالم ولا يرحم أحداً وعلى الجميع تجنب وقوع الكارثة.
لا أحد ينكر أن هناك العديد من أهالي إدلب يدعمون النصرة لكون أبنائهم يقاتلون فيها، لكنهم بمجملهم متخوفون من مجريات الأمور وتطوراتها، ورغم أنهم لا يعلنون الأمر إلا أنهم يتمنون لو يغادر أبنائهم النصرة إلى أحد الفصائل الأخرى الخاضعة لاتفاق وقف التصعيد، ولكن لا أحد يجرؤ على المجاهرة بالأمر على الأقل حالياً.
اقرأ أيضاً: أربع توائم في إدلب.. عساها البشرى في إعلان المدينة منطقة خفض تصعيد