الرئيسيةفن

كيف أنهت الحرب صداقة الزير سالم وهمام؟

الصداقة في الدراما السورية.. أحياناً هزمتها المصالح وأحياناً تغلبت على الهجرة

لم تسلم صداقة “الزير سالم” و”همام” من آثار الحرب، فلقي الأخير مصرعه على يد “الزير”. بعد صداقة استمرت أعوام إضافة للقرابة، فاجتمع الاثنان على الحب والسهر والشعر، ليفرقهما الثأر.

سناك سوري – خاص

قضى “الزير سالم” أوقاته مادحاً لصديقه “همام”، موكلاً إليه أسراره وخباياه، واثق من زوج أخته الذي تحاشى مواجهته طوال الحرب. حتى حصل المحظور وقتله ليرثيه لاحقاً بأبيات شعرية مشحونة بالحسرة.

“الزير سالم” قتل “همام” حقيقة، إلا أن “أسعد” قضى وقته كله يهدد بقتل “جودي” جراء أفعاله المؤذية له وسرقة دجاجاته. التي رأى فيها “أسعد” كارثة كبرى.

قرر “أسعد” الرحيل بعيداً عنه، ليتصبح باليوم الثاني “بجودي” أمامه وقد قام الأخير بالانتقال للعيش بجواره مرة أخرى. وشاهدنا مرض “أسعد” بعد سفر صديقه، وكنا بأدق تفاصيل حياتهما التي حكمتها المحبة ولو طالت المشاحنات.

اقرأ أيضاً: ثنائيات درامية أبهرت الجمهور واستمرت بعد رحيل أبطالها
عودة غوار

طمع “جودي” وحرصه على النصب على “أسعد” بأقل القصص، عرِضَ في “ضيعة ضايعة” بطريقة لطيفة تقبلها من شاهدها وضحك من قلبه. إلا أن الطمع والمال أنهى صداقة “تحسين” مع “غوار” و”أبو عنتر” في مسلسل “عودة غوار”. حيث آثر الأول اختيار المناصب وجمع الثروة مقابل التضحية بصديقه “غوار”، الذي قضى 20 عاماً في السجن ظلماً، ليبقى “ابو عنتر” بانتظار عودته واللقاء به.

تفاصيل العمل تمكنت من تصوير هلاك أي علاقة حين يسودها الطمع فالنفس البشرية ضعيفة أحياناً أمام مغريات الحياة. وفي ذات الوقت أظهرت أن الإنسان هو المتحكم الأكبر بأفكاره كحال “أبو عنتر” الذي ظهر في أعلى حالات الإخلاص لمن تقاسم معه أوقاته الحزينة والجميلة منها.

من جهة أخرى، ظهر في الدراما السورية من تقاسم تلك الأوقات وصان العهد أيضاً. فتابعنا مسلسل “دنيا” حيث جسدت “دنيا” و”طرفة” ثنائي مثّل مفهوم الصداقة بشكل رائع، تشاركتا الخطط والمسؤولية. وكانت نظرة كل منهما للأخرى على أنها المسؤولة عن الثانية في المدينة التي جمعتهما.

“دنيا” التي سعت لتحقيق رغبة “طرفة” بالاستقرار العائلي. والأخيرة التي تركت كل شي لتعود مع “دنيا” إلى قريتها لإرجاع حقها في أرض والدها. ولتعاود الحياة محاولتها في التفريق بينهما حين تجبر “طرفة” على الهجرة مع عائلتها عن طريق البحر. إلا أنها  تحكمت بالقارب ليعيدها إلى البر للعيش مع صديقتها المفضلة.

اقرأ أيضاً: وثيقة شرف تجمع نجوماً سوريين بإدارة قبنض
أيام الدراسة

تتحكم الأقدار بشكل عام بالإنسان، وهذا ما رأيناه في مسلسل “أيام الدراسة” المسلسل الذي عاين حياة مجموعة من الشباب منذ حياتهم الدراسية وصولاُ إلى منازلهم وتأثير بيئاتهم على سلوكياتهم، كنا نشاهد صف مدرسي مليء بالحياة، يضم الناجح و الكسول والمشاكس والفساد والجميل والعصبي والمزاجي، وأتموا دراستهم و بدؤوا بالهجرة ليلحقوا ببعضهم إلى دولة أخرى مواظبين على اجتماعهم وحل خلافاتهم فيما بينهم، وكان قاسيون الجامع الأخير لجلساتهم و ذاكرتهم التي هزمت أحداثها كل قوى الحياة.

القوة التي تمتع بها “محجوب”، “يزن”، “غسان”، “لؤي” و”طارق”، لم تكن ذاتها عند “بركات”، “غيث”، “عفيف” و”نبيل” في عشارية “وثيقة شرف”، والذين تعاهدوا من خلال ورقة أسموها “وثيقة شرف” وبصموا عليها بالدم أن يبقوا مخلصين لبعضهم مهما اشتدت الظروف.

الأربعة وباختلاف بيئاتهم جمعهم حي شعبي، وفرقهم المال وامرأة، فجاءت الأحداث المتلاحقة بالعمل مثبتة أن الأساس الداخلي عند كل منهم قابل للانهيار في أي لحظة مقابل وجود ما يحب، وفي ذات الوقت بقي ثابتاً عند بعضهم ولو خالفت سلوكياته أثناء العمل لمجاراة بعض الوقائع الحقيقية التي يشعر بها.

وثيقة شرف

كعادتها لم تبخل الدراما السورية في عرض الحياة كما هي دون تجميل ولا مبالغة، وتمكنت من رصد الجيد والقبيح وعرضه بصدق وأمانة، وكان ما سبق أمثلة إن لم نعشها بتجاربنا الشخصية إلا أننا سمعنا بها ممن حولنا، وجاءت كإضافة لخبراتنا الحياتية وقضاء أوقات أكثر في التعلم، من خلال مسلسلات شدت حواسنا الخمسة بكل تركيز.

اقرأ أيضاً: أبو عنتر الذي أسس لشخصية القبضاي بالدراما السورية

زر الذهاب إلى الأعلى