صدمة مواطن عرف أن اجتماع السوريين الأول في سويسرا كلّف 8 ملايين دولار
سناك سوري _ دمشق
بينما كانت السماء صافية والعصافير تزقزق جلس المواطن السوري “درويش المعتّر” الذي لا يتجاوز راتبه الشهري 40 ألف ليرة سورية لقراءة آخر أخبار البلاد بعد أن سمع من جاره أن هناك مساعٍ لكتابة دستور جديد لحل الأزمة.
المواطن كان قد قرأ في موقع لوكالة روسية أن أول اجتماعات اللجنة الدستورية سيُعقد في “جنيف” اليوم الأربعاء ويضم 150 عضو سوري سيتناقشون فيما بينهم حول صياغة الدستور الجديد، لكنه فوجئ حين قرأ أن الاجتماع الأول للجنة سيكلّف “الأمم المتحدة” 8 ملايين دولار.
سارع “المعتّر” إلى آلته الحاسبة ليحسب قيمة 8 ملايين دولار أمام الليرة السورية ففوجئ بأن الآلة لا يمكنها إظهار الأعداد الكافية من الأصفار، ليزداد اضطرابه أكثر لا سيما أنه لم يتصالح بعد مع فكرة الرقم مليون الذي يعتبره مجرد “فكرة” وليس شيئاً ملموساً في الحياة، وحين اتصل بصديقه “مسكين” مدرّس الرياضيات ليعرف منه قيمة المبلغ أجابه بأنه يساوي 48 مليار ليرة سورية! فلم يعلّق لأنه لم يدرك ما المقصود بكلمة “مليار” وظنّها مفردة إنجليزية لا يعرفها ولا يريد إظهار قلة اطّلاعه أمام صديقه الأستاذ.
عاد “المعتّر” لمتابعة الخبر الذي ورد فيه أن التكاليف تشمل الرحلات الجوية وتكاليف الإقامة والطعام، حيث يبلغ حجز الغرفة الواحد قرابة 611 دولار لليلة الواحدة، وهذه المرة نجحت الآلة الحاسبة في احتساب المبلغ الذي وصل إلى 366 ألف و 600 ليرة سورية، وبينما فكّر “المعتّر” بأن حجز ليلة واحدة لعضو واحد من الأعضاء الـ 150 يعادل أجار منزله لمدة عام كامل تذكّر الآجار المتراكم عليه منذ 4 أشهر ولكنه عاد للتفاؤل بالـ 600 ليرة الباقية في جيبه.
اقرأ أيضاً: “بديعة” تناقش مع “ديبة” تفاصيل اللجنة الدستورية وناطرين الصلحة بين هدوك وهدينك
أكثر من 100 ألف دولار إذا تكاليف إقامة المشاركين خلال 4 أيام بحسب الخبر، أي 60 مليون ليرة، خطر بباله صوت بائع اليانصيب وهو ينادي: «60 مليون بكرا السحب»، وفكّر، أي نصيب سيأتي للسوريين من إقامة 150 شخص في فنادق سويسرا على مدار 4 أيام؟ وإن كانت “الأمم المتحدة” (ايدها مفتوحة للخير) لماذا لم يباغتها السوريون بحركاتهم الذكية ويجتمعوا في “دمشق” بدل “جنيف” ويأتوا بهذه المبالغ لصرفها على الاجتماعات في سوريا على الأقل تدخل البلاد 8 ملايين دولار بدل ما تذهب إلى سويسرا يلي مو بحاجتها أصلاً!؟.
لا يهاجم “درويش المعتر” بحديثه هذا أعضاء اللجنة الدستورية، فهو يرى فيهم بارقة أمل لحل يحسن من واقعه ويجنب البلاد مزيداً من الانقسام والخراب، لكنه يتحسر على مليارات الدولارات التي صرفت على الحرب في سوريا ومباحثات إيقافها أو الحل السياسي، ويرى أنها لو صرفت عليه لكان الآن على الجبهات يسحب بأيديه السلاح من كل شخص يتجرأ على حمله ليمنع وقوع الحرب التي لم تكن لتقع لو صرفت هذه المبالغ على التنمية في البلاد مثلاً، حسب رأيه.
يأمل “درويش المعتّر” من أعضاء اللجنة وهم يكتبون له دستوراً يحقق له طموحاته، في أن يتجاوز راتبه الـ40 ألف ليرة وأن يدفع آجار البيت المتراكم وأن يرى مبلغ المليون ويعرف معنى كلمة “مليار” الانجليزية.
كما يأمل من أعضاء اللجنة العودة فوراً للاجتماع في دمشق ويأمل من الحكومة في دمشق أن تفتح أبوابها للعودة، إذا كان مو كرمال اللجنة كرمال هالملايين يلي عم تضيع على سوريا ويلي لو دخلت هالبلاد عالاقل كانت أنعشت قطاع الفنادق، ولما ينتعش قطاع الفنادق حينتعشوا الموظفين فيها ولما ينتعشوا حينعشوا عائلاتهم ولما تنتعش عائلاتهم حينتعش التاجر بالحارة والتكسي والسرفيس وووإلخ، صحيح يمكن يكونوا 8 مليون دولار ولا شي عند البعض بس مليون ورا مليون بيدخلوا على البلد ممكن يعملوا شي والله من وراء القصد.
اقرأ أيضاً: أعضاء اللجنة الدستورية سيتوزعون على 3 فنادق.. اعملوهم فندق واحد منشان الخبز والملح
