الرئيسيةيوميات مواطن

ضحكنا على الحكومة.. انتصرنا وهييي – رحاب تامر

هل تتخيلون فرحة عائلة حصلت على سكرها المدعوم صباح أمس الأربعاء قبل تعميم سعره الجديد المرتفع؟

سناك سوري-رحاب تامر

«مبروك، مبروك، مبروك ياشباب وياصبايا»، انطلق صوت أحد زملاء الركوب في السرفيس بعد ظهر يوم أمس الأربعاء، بينما تحملق الجميع في وجهه وأنا بينهم، يتملكنا الفضول لمعرفة أسباب التبريكات، وانطلق الخيال نحو فكرة واحدة فحسب، “زيادة الراتب”، ذلك الخبر الذي ينتظره آلاف السوريين اليوم.

«هي زيادة بس وحياة عينكم مو زيادة راتب، مبروك زاد سعر الأرز والسكر المدعومان»، وانطلقت أصوات الضحكات تملأ السرفيس، في مشهد غريب من نوعه، لقد وصلنا إلى حالة غريبة من التبلد وترقب الأسوأ دون اكتراث.

«وبلاه الرز بحليب، لازم نفكهن حالنا يعني»، يقول أحدهم بلهجة ساخرة، ويرد آخر: «بربك لكن لسه في حدا عايش تحت الحرب والحصار وبدو يتمعلق وياكل رز بشعيرية، لك عمي كمان بلاه، بلاها الفخفخة بلاها»، ويردف ثالث: «شعب صامد عنيد ماحيأثر فيه زيادة الرز والسكر»، ويقول رابع: «مخاطر السكر كبيرة، والشاي منبه خطير، منستغنى عنهم ماحنموت بلاهم».

اقرأ أيضاً: طلال البرازي: اصبروا قليلاً سنتجاوز الصعوبات قبل نهاية 2020

بين المزاح والجد، كان هناك قهر من نوع مختلف، القهر الذي تشعر به ولا تراه، يعتقدون أن ضحكاتهم تخدع، ولا يعلمون أن ضحكة القهر أشد وطأة وخشونة من دمعته.

في المنزل كانت جارتي تنتظرني على أحر من الجمر، وعلامات فرح من نوع مختلف بادية على وجهها، قلت في نفسي ياليتها لا تحول موضوع زيادة الأسعار إلى خبر ساخر آخر، قد مللت الأخبار، والسخرية منها، وحتى عملي ووجودي في هذه البقعة الجغرافية المُتعبة بهذا الكوكب، باغتتني قائلة، «الك عندي خبر حقو مصاري».

-خير؟

-اليوم (تقصد أمس الاربعاء) جوزي أخد بطاقتكم الذكية وبطاقات أهل الحارة وراح فيها على صالة السورية للتجارة الساعة 11 الصبح.

-إي وبعدين؟

-واشترى السكر عالسعر القديم، تخيلي وبعد بساعتين بيجي خبر رفع سعرو بس كنا مشترينو، وضحكنا عليهم، بس خسارة ما كان في رز وراح علينا بالسعر المدعوم القديم، بس المهم ضحكنا عليهم وجبنا السكر.

يا لهول تلك السعادة كلها، هي سعادة أننا “ضحكنا عليهم”، وربما انتصرنا عليهم، على من يا ترى؟، وهل فعل السعادة هنا لأننا حصلنا على سكر بسعر قديم أقل من السعر الجديد، أم لأننا “ضحكنا عليهم”؟!، كل شيء ينذر بالكارثة، الكارثة الداخلية وشعور “الشطارة” والخداع هما أخطر من أي كارثة أخرى بما فيها كارثة المجاعة والفقر.

اقرأ أيضاً: التجارة الداخلية ترفع أسعار الأرز والسكر على البطاقة الذكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى