رومنسية سيدة سورية.. هذا ما أحلم به!

أنا غارقة في الحلم جداً .. هل تراودكم الأحلام ذاتها أم أني “الأوفر” الوحيدة هنا؟!
سناك سوري-رحاب تامر
أحلم أن أبدأ يومي بطريقة سلسة، أرى أطفالي وهم بكامل طاقتهم وأناقتهم مشغولون بأمور تهمهم وأنشطة مناسبة لهم دون أن تكون تجارية، أريد أن تنظر لهم المعلمة وكأنهم أطفال لا نقود تمشي على قدمين، وهذا أمر لا أجده هنا حيث أعيش.
أحلم أن أبدأ عملي بطريقة مريحة دون أن أضطر لشتم الكون آلاف المرات على سوء الإنترنت، ودون أن أضطر لسماع كلام الملامة من مديري احتجاجاً على تقصير لا أملك منه شيئاً، بالمقابل أحلم أن أعيش في مجتمع عملي يقدس العمل ولا يشغل الناس بعضهم البعض فيه بزيارات مفاجئة وثرثرات فارغة فقط لأنهم لا يملكون ما يشغلهم ويفيدهم.
أحلم أيضاً أن أمشي في شوارع أنيقة وأرى أبنية جميلة، لا يوجد في مداخلها قمامة وجرذان، شوارع نظيفة مرتبة بدون حفريات، حاويات قمامة بدون روائح، أناس مرتبة مبتسمة، لا وجوه متهجمة تنتظر فرصة للعراك.
اقرأ أيضاً: حقوق الإنسان عدو الأنظمة وخصومها في المشرق
أحلم أن أعيش في مجتمع يتنافس فيه الجميع بشكل أخلاقي، ربما لا أجده في “دبي” أو “أوروبا” حيث أحلم أن أعيش، لكن أقله هناك حين يكتشفون موهبتك سيستغلونها ويمنحوك مقابلا محترما لها، ليس كما وظائف الحكومة هنا إن وجدوا فيك شخصاً مجتهداً أحبطوك وسحلوك وعنفوك.
أريد أيضاً حين يأخذني الحلم إلى مكان ما، أن أخرج إلى مقهى ما أضع فيه فنجان قهوة دون خوف من عدم وجود سيارة تقلني، أو من نظرة مجتمع غريب.
أحلم بأن أتمكن مع زوجي من اتخاذ قرار بإمضاء ليلة ما في فندق دون أن نحسبها ونتذكر الفقراء من حولنا ثم نتراجع ونكتفي بروتين المنزل، وأحلم أيضاً حين أتشاجر معه أن أستطيع إمضاء ليلة منفردة في فندق أيضاً دون أن أحسب حساباً لآلاف النواقص حولي.
أحلم أن أصل مكان عملي فأجد فيه ظروفاً لوجستية مناسبة، لا أسلاك مبعثرة فوضوية، ولا زملاء لا يملكون عملاً سوى الثرثرة وإمضاء وقت فارغ في مكان العمل.
باختصار أنا أحلم بحقوقي ليس إلا، لم يعد في الحلم متسعٌ للخيال أبداً.
اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. وددنا لو نكون “حيوانات غربية”
لم أزر “دبي” ولا مرة ولا أوروبا أيضاً، لكن يقولون لي إن هناك مجتمعاً جميلاً يناسب قدراتي وطريقة نظرتي للحياة أو أقله هكذا أعتقد اليوم.
يقولون لي إنهم يقدرون المجتهد والموهوب، يستطيع أي شخص بهذه المواصفات أن يحظى بحياة لائقة هناك.
هل ستحكمون عليّ إن استرسلت بالحلم، وقلت إني أحلم بأن أعيش في مجتمع مترف لا يؤلمني قلبي في كل لحظة فيه على متشرد عجوز أو طفل يبيع العلكة تحت حر الشمس؟.
في مجتمع لا ينظر إليك الناس به وكأنك أرستقراطي لمجرد أنك اشتريت لطفلك ثيابا تلائمه لعام واحد وليس لعدة أعوام قادمة، مجتمع لا يعتبرك مختلفاً لمجرد أنك ابتعت 3 كيلو من العسل دفعة واحدة، أو منحت للأطفال من حولك خرجية ليشتروا فيها بسكوتاً.
مجتمع يمنحك كما تقدم له، حياة طبيعية، فما نحياه اليوم لا يحوي من الطبيعية سوى طقسه وجوه، لا أعلم ولكني أنظر إلى “دبي” وأوروبا من هذه الزاوية، وأحلم أن أهرب إلى واحدة منهما يوماً ما إن استطعت.
اقرأ أيضاً: جديد الضرائب السورية “ضريبة إقلاع”.. (أقلع من هيك ماعاد في)!