الرئيسيةتقاريرحصاد سناك

عانس ولا تقوم بمجهود.. تصريحات حملت تمييزاً ضد النساء في 2023

قال النساء لا يستطعنّ العمل بمهنة التنظيف.. الوحدة بتحتار تعتبرها تمييز إيجابي أو سلبي

لم يخلّ العام 2023 من تصريحات التمييز ضد النساء في سوريا. والمشكلة الحقيقية فيها أنها صدرّت من شخصيات اعتبارية لها حضورها في المجتمع. ومن الخطر أن تساهم تلك الشخصيات في تكريس الصورة النمطية للنساء عوضاً عن محاولة التأثير فيها إيجاباً.

سناك سوري-دمشق

أنت عانس يا حرام“، الجملة التي استخدمتها رئيسة حزب الشباب للبناء والتغيير، “بروين ابراهيم”. خلال ردها عبر منشور لها في فيسبوك، على ناشطة انتقدت المسؤولة الحزبية وألمحت إلى تورطها بقضية فساد.

حملّ تعليق “بروين ابراهيم” انتهاكاً كبيراً ضد النساء من خلال عبارتها تلك. فهل عدم زواج المرأة تُهمة ضدها، ثمّ إن قادة الأحزاب وأي مسؤولين آخرين، ينبغي عليهم مواجهة الصورة النمطية والتأثير فيها إيجاباً عوضاً عن تكريسها بتلك الطريقة.

“مهنة النظافة من المهن الشاقة التي تحتاج قوة بدنية ومواصفات خاصة يصعب على النساء القيام بها”. تمييز آخر ضد النساء جاء على لسان رئيس مجلس حماة “مختار حوراني“. سرعان ما تبعه تصريح آخر مشابه من عضو مجلس محافظة “دمشق”، “سمير دكاك“. الذي قال خلال شهر أيار إنه لا يمكن قبول السيدات بمهنة التنظيف. كونها “مقترنة” بالذكور أكثر وتحتاج لجهد عضلي.

المفارقة الغريبة في التصريحين هي أنه يتم غالباً تنميط المرأة بوصفها المسؤولة عن أعمال المنزل والنظافة. وقسم قليل من الرجال يمكن أن يشاركوا بتلك الأعمال، ومن مبدأ “المساعدة غالباً” وليس من مبدأ كون الطرفان مسؤولان عن أعمال المنزل. تماماً كما هما مسؤولان عن تأمين احتياجات الأسرة.

وبالتالي فإن تصريح المسؤولين الحكوميين ينتهك بشكل واضح النساء على أكثر من منحى. الأول يحرم النساء من فرص العمل المأجورة، ويبقيها لتتدبر أمور نظافة منزلها بشكل مجاني. والثاني هو في منح الرجل الأفضلية على النساء في بعض الأعمال، علماً أن القانون السوري لم يميز بين الرجل والمرأة في العمل.

الذكور يتحملون الضغوط أكثر من النساء!

في غضون ذلك، يأتي تصريح طبيب القلبية “محمد الحامد” الذي قال فيه إن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالجلطات القلبية من الإناث، «لأنهم يتحملون ضغوط وأعباء الحياة اليومية بشكل أساسي أكثر من النساء. وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، إلى جانب أن النساء في عمر الإنجاب هرموناتهن الأنثوية تحميهن وتجعلهن أقل عرضة للإصابة بها».

فمن أين أحضر الطبيب معلومة أن النساء لا يتحملنّ ضغوط الحياة الحالية مثل الرجال. هل هناك بيانات أو إحصاءات، أم أن معلومته ناتجة عن مشاهدات يومية في محيطه. وهل تكفي تلك المشاهدات لتعميم حالة أو اثنتين أو حتى مئة على آلاف النساء في سوريا اليوم؟.

أما الانتهاك الأكثر إيلاماً للنساء، فقد حدث على يد أبنائهنّ وبناتهنّ، إذ بعد صدور نتائج الثانوية، تداول الناجحون والناجحات صور علاماتهم. لكن للأسف البعض أخفى اسم أمه وكأن اسمها تهمة تلتصق به. وعوض عن تكريمها وشكرها تم تمويه اسمها، وغالباً لا يوجد أي سبب سوى الانقياد لنظرة المجتمع الذي مايزال كثير من أفراده يعتقدون للأسف أن “اسم الأم أو المرأة عموماً عورة”.

زر الذهاب إلى الأعلى