الألعاب النارية في ديربي”اللاذقية” تودي بحياة “عبد الحليم حوا”.. الملاعب غير مجهزة للإسعاف!

الملاعب غير مجهزة بشكل جيد للإخلاء والإسعاف… و”جمعة” سيعاقب “حطين”
سناك سوري- متابعات
قضى مساء أمس الشاب “عبد الحليم حوا” متأثراً بإصابته بالألعاب النارية خلال الديربي الساخن الذي جمع “تشرين” و”حطين” قبل يومين في نصف نهائي دورة تشرين الكروية.
و في تفاصيل الحادث الأليم فإن الشاب أصيب بواحد من الصواريخ المضيئة التي تدعى “البرشوت” ما تسبب له بثقبٍ في رئته اليمنى، بعدما أخطأ واحد من الجمهور في رميه وفق ماتقوله المصادر في محافظة اللاذقية، حيث أنه بدلاً من أن يرتفع للأعلى انزلق من يده وأصاب جسد “عبود” كما يلقبه رفاقه، فاشتعلت فيه النار دون أن يتمكن أحد من إخمادها، لأن هذا النوع من الصواريخ لا يمكن إطفاؤه حتى تنفذ طاقته الانفجارية، حيث لا ينفع معه الماء أو القماش أو أية وسيلة تقليدية في الإطفاء، ليتم نقله للمشفى ويخضع لعدة عمليات جراحية لاستئصال المواد السامة من جسده دون جدوى.
وبينما تداول البعض خبر تأجيل المباراة النهائية لدورة “تشرين” الكروية، نقلت إذاعة ميلودي عن اللواء “موفق جمعة” رئيس الاتحاد الرياضي العام بقاء المباراة في موعدها، مع وضع اللاعبين شريطاً أسود حداداً على “حوا”، مضيفاً «لن يكون هناك وقوف دقيقة صمت لروح المشجع كما يتم تداوله، جازماً بعدم تكرار الحادثة مرة أخرى، ومعلناً عن معاقبة جمهور “حطين” بحسب اللائحة التنفيذية.
الحادثة المأساوية، إضافة لما تلا المباراة من حالات شغب بين الجمهورين، ورمي الأحجار وتكسير بعض المحلات، أرخت بظلالها على الشارع الرياضي بشكل عام، و محبي وعشاق كرة القدم بشكل خاص، حيث عبر كثير من السوريين عن الغضب تجاه ما وصلت إليه الأمور، مع التعاطف الكامل مع عائلة “حوا”، والحزن عليه، وتحديداً من ناديي “تشرين” و”حطين” و مشجعيهما، مع دعوات كثيرة للتعقل، و ضرورة الابتعاد عن كل ما يثير الاحتقان، فيما عاد الجدل حول الألعاب النارية وخطر استخدامها في الملاعب، أو تنظيمها على أقل تقدير.
الملاعب غير مجهزة
منظر الشاب وهو يحترق كان مهولا ” يصف ” الياس عبيد” الكاتب الرياضي ومسؤول الإحصاء في فريق “حطين” سابقاً، الذي كان متواجداً في الملعب، وما زاد من سوء الأمر، البنية التحتية السيئة للملعب، حيث لا توجد فتحات بين المدرجات وأرض الملعب لمثل هذه الحالات الإسعافية، فاضطر رجال حفظ النظام والجمهور إلى حمل الشاب على أيديهم وإيصاله من فوق الأسوار الحديدة إلى سيارة الإسعاف.
هل تساهم الحادثة في التوقف عن استخدام الألعاب النارية!
“عبيد” توقع إيقاف الألعاب النارية، أقله في الوقت حالي، لأن رسالة الرياضة ليست هكذا لقد أدى الأمر لإزهاق روح أحدهم. مطالباً بتحمل جميع الجهات المعنية بالرياضة مسؤوليتها تجاه حماية المشجع السوري، والحفاظ على الملعب كملاذ آمن، والتعلم من الحادثة الخطيرة، من أجل تعزيز ثقافة التشجيع الصحيح، خاصة وأن الحادثة ستترك ردة فعل سلبية على الناس، وربما تخلف لدى الأهالي “فوبيا” من السماح لأولادهم بحضور المباريات.
مسؤولية من؟
وحول مسؤولية المؤسسات الرياضية، دعا “عبيد” إلى إعادة تأهيل الملاعب وتنظيم عمليات الدخول والخروج من الملعب بشكل أفضل، وصيانة الملاعب وتجهيزها بما يناسب الحالات الإسعافية، والتشديد على تطبيق إجراءات السلامة، بالتعاون مع الجهات المختصة المكلفة بحفظ أمن الملعب، بما يشجع الشباب السوري على حضور المباريات التي أصبحت متنفساً يكاد يكون وحيداً.
الجمهور ملح الملاعب
لا يمكن بأي حال إنكار دور “الألتراس” في إعادة الألق للدوري السوري، في السنوات الماضية، وخاصة جماهير “تشرين” و “حطين”، بما ساعد على التغطية على خيبات الكرة السورية، لكن حادثة واحدة كالتي حدثت بالأمس وما سببته من ألم كبير لن يمحى بسهولة، كفيلة بنسيان كل ذلك، لذلك يتوجب على الجميع في هذا البلد الذي يتلقف الموت أبناءه من كل حدب وصوب، بما فيهم إدارات الأندية ومجموعات الألتراس، التحلي بأعلى درجات المسؤولية والتنظيم، والتأكد من سلامة فعالياتهم على المدرجات، مع مراجعة موضوع الألعاب النارية من قبل الجميع، وضرورة اتخاذ قرار مناسب بشأنها سواء من ناحية تنظيمها أو حصرها بيد فئة محددة، أو منعها بالأساس كما يطالب الكثيرون.
يشار إلى أنها ليست الحادثة الأولى التي تودي بحياة أحد المشجعين حيث لقي المواطن “طالب حاطوم” قبل عامين حتفه في الملعب ذاته أثناء مباراة “تشرين” والجيش” بسبب الازدحام الكبير في الملعب والتدافع بين الجمهور، نتيجة عدم فتح جميع أبواب الملعب وقتها.
اقرأ أيضاً : بسبب الإزدحام وفاة مشجع أثناء مباراة تشرين والجيش