إقرأ أيضاالرئيسيةسناك ساخر

من طرف الجيبة -رحاب تامر

كيف بقدر ادعم عملتي الوطنية بكم مليون من طرف الجيبة؟

سناك سوري-رحاب تامر

«كلن 10 ألاف ليرة يا مدام، وإنت صحفية ودخلك هالقد، يعني من طرف الجيبة»، يقولها البائع الذي بات يعرفني كوني زبونته، أشتري القطعة لطفلي الصغير وأمضي.

في الحقيقة لا أشتريها خجلاً من حديثه، لكن لحاجتي لها فقط، فليس من طبعي الخجل كثيراً بالنهاية أنا صحفية، والصحافة تعني (الوقاحة) أحياناً، ولا أمانع ذلك.

“من طرف الجيبة”، وهي عبارة سورية تعني أن ما تدفعه لن يؤثر على مدخراتك وما تملكه من نقود داخل الجيب الأساسي، وللأمانة نحن اليوم نعيش على ومن الطرف تماماً فالجيب الداخلي قد نظفته سنوات الحرب الثمانية (ولا فلبينية).

“من طرف الجيبة” أيضاً نشتري الطعام، ومستلزمات المدرسة، والأدوية، نشتري أيضاً الخبز والغاز المنزلي ومازوت الشتاء، وبنزين العمل، “من طرف الجيبة” ندفع أجور المواصلات، ومصاريف الهاتف والإنترنت، وفواتير الكهرباء والمياه.

بالحقيقة (شو بدو يلقى هالطرف ليلقى) أساساً هو “لقيان” حتى الآن، لكني مواطن سوري صالح أطمح إلى ما هو أبعد من ذلك أريد طرفاً أستطيع من خلاله دعم ليرة بلدي ومشاركة التجار في نشاطهم الوطني “الحديث” هذا.

لماذا لا أستطيع كمواطن سوري دعم ليرتي ببضعة ملايين من الدولارات؟، ألا يحق لي المساهمة بمثل هكذا عمل وطني، ما الذي يمنعني من هذه المساهمة الوطنية؟!.

جدلية أرهقت عقلي “الصالح” و”الوطني” جداً، ما أشعرني بتأنيب ضمير كبير أبعد عني النوم وأدخلني في غيبوبة الأفكار.

وكأي “مواطن صالح” أردت إيجاد المبررات لنفسي كي يرتاح ضميري المثقل بعدم قدرته على دعم الليرة ببضع ملايين من الدولارات.

-يا رحاب المصاري وسخ الدنيا ما معقول تدعمي ليرتك بالوسخ!

-لا لا ما اقتنعت

-يا رحاب الدولار هو سبب البلا معقول تروحي تدعمي ليرتك بأصل مصيبتها؟

-ما تجرب يا ضميري ما اقتنعت

-لقيتلك ياها، قدمي طلب فيزا على شي دولة بتدفع رواتب كبيرة، اجمعي كم مليون وبس ترجعي بيكون صار موعد الأزمة التانية فبتدعمي ليرتك

-الله عليك يا مخي، والله إنو حلولك وتبريراتك أحلى وأظرف من تبريرات المسؤولين وحججهم، أقنعتني شكراً لك، وشكراً لكل تاجر “وطني” دعم الليرة بكم مليون دولار من “طرف الجيبة”، بس وين نتائج هالدعم!؟.

اقرأ أيضاً: التجار بدأوا حملة دعم الليرة..قرض جديد بسقف 100 مليون ليرة.. عناوين الصباح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى