الرئيسيةتقاريرسناك كورونا

الأسواق الشعبية.. البحث عن أسعارٌ مخفضة تحت خطر الإصابة بكورونا!

بعد بدء البيع بالأسواق الشعبية الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا في مهب الريح

سناك سوري – بانياس والسويداء ودير الزور

انطلقت في عدد من المدن السورية تجربة الأسواق الشعبية التي سمحت الحكومة السورية مؤخراً بإعادة افتتاحها في محاولة لتخفيف أعباء ارتفاع الأسعار عن المواطنين مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، فهل تحقق هذه الأسواق الغاية المرجوة منها في البيع المباشر دون وسيط، وإلى أي مدى يلتزم المواطنون والباعة فيها بإجراءات الوقاية؟

طرطوس: الأسعار أرخص لكن السوق بعيد

كثيرة هي المواد التي تتوفر في ساحة سوق الباعة الذي خصصه مجلس مدينة “بانياس” بمحافظة “طرطوس” كسوق شعبي لهذه الغاية، تقول أم العبد “صديقة حسن” التي التقاها مراسل سناك سوري في السوق: «حملت كل ما أستطيع حمله من الخضار والطازجة والفواكه، وتمنيت لو باستطاعتي حمل طبق البيض الأبيض الذي لفت نظري سعره المنخفض البالغ 1800 ليرة سورية، مقارنة مع سعره عند صاحب محل سمانة في حارتي بحي “القصور الجنوبي والبالغ 2200 ليرة سورية».

باعة ومواطنون في السوق الشعبي بمدينة بانياس

وتضيف:«اشتريت الخيار، بسعر مناسب /400 ليرة/، وكذلك البندورة والتي تراوح سعرها في السوق ما بين /550/ و /750/ ليرة حسب لونها وحجمها، كما اشتريت الفول الأخضر للمونة بسعر 125 ليرة»، مؤكدة أن الفرق كبير بين أسعار السوق الشعبي والسوق العادي تصل إلى حوالي 125 ليرة بالنسبة للفول الأخضر و 100 ليرة سورية بالنسبة للبندورة.

اقرأ أيضاً:التجار لا يخشون الكورونا ويطمعون بكرم الحكومة

رغم بعد السوق عن بعض أحياء المدينة وعدم توفر المواصلات العامة حالياً إلا أن ربة المنزل “منال السعيد” قصدته قادمة من حي القبيات قاطعة الكثير من المحال التجارية في طريقها بغية التوفير في بعض الأسعار خاصة عند شراء البطاطا التي تستهلك حوالي /30/ كيلوغرام شهرياً منها تقول: «خارج السوق الشعبي سعر البطاطا بين/400/ و /450/ بينما هنا في السوق اشتريت الكيلو بـ /300/ ليرة»، ومثلها “أبو فاضل الحلو” الذي طالب بإلزام سيارات النقل العامة في حال عودتها للعمل بالمرور من جانب السوق.

الباعة في السوق ليسوا بغالبيتهم منتجين حقيقيين أو مزارعين حيث وجد “حسن يوسف السخي” فرصته فيه لبيع بعض المنتجات التي يشتريها من سوق الهال كما العادة ويبيعها في السوق دون دفع رسوم وأتاوى لبعض المنتفعين، فهو معتاد على هذا العمل في السوق الرئيسي على بسطته الخاصة، بدوره يقول البائع في السوق”محمد عبد الرحمن” أنه يعتمد الربح القليل والبيع الكثير كي يتمكن من تأمين مصروف أسرته بشكل يومي.

حركة السوق جيدة من حيث البيع والأسعار إلا أن الالتزام بالوقاية من فيروس كورونا لم يكن ظاهراً خلال جولة سناك سوري، فلا كفوف ولا كمامات ولا مسافات أمان.. لا أحد التزم بإجراءات الوقاية سواء بالنسبة للزبائن أو الباعة!.

مجلس مدينة “بانياس” لايلزم المواطنين والتجار بارتداء الكمامات والكفوف لكنه يقوم بعمليات تعقيم الساحة بشكل يومي حسب ما أكده رئيس المجلس المهندس “بشار حمزة”، وتتكفل شعبة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحسب حديث مديرها “وائل صيوح” بمراقبة الأسعار والفواتير ومنع التجاوزات لضمان إنجاح فكرة السوق الشعبي.

اقرأ أيضاً:بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية.. أكثر من 6000 مصاب بالكورونا بمصر

سوق السويداء فقير بالباعة

في “السويداء” يرى الزائر للسوق الشعبي أن عدد الباعة لايزال أدنى من المتوقع، قلةٌ من بائعي الخضار والمنظفات ومنفذ للسورية للتجارة والتسويق إلى جانب منشأة الدواجن، أما الإقبال فهو جيد لاسيما على الخضار كونها الأكثر طلباً والأغلى سعراً في الأسواق الأخرى، مع غياب كامل للإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين والباعة.
تقول “تهاني المحمود” من زبائن السوق في حديثها مع سناك سوري :« زرت السوق عدة مرات خلال الأسبوعين الفائتين ووجدت فارقاً مقبولاً بالسعر يتراوح بين 100 ليرة إلى 250 بأسعار الفول والبطاطا والفاصولياء وغيرها لكن سعر البندورة بقي الأغلى»، كما تتنوع الخضار التي تعرضها السورية للتجارة بشكل واضح ويختلف السعر لديها، ليكون في بعض الأنواع أقل من أسعار السوق بمعدل زاد عن 250 ليرة، يقول “حسام الجاري” أحد زوار السوق :«فارق السعر واضح وتعودنا الشراء من هنا، المطلوب تشجيع البائعين أكثر على التواجد في السوق لتخديم عدد أكبر من المواطنين»، لكنه انتقد واقع السوق كونه غير مخدم وينقصه المظلات والخدمات لضمان استمرار البيع في كل الأوقات.

مواطنون في السوق الشعبي بمدينة السويداء

مدير فرع السورية للتجارة في السويداء” حسين صافي” بين أن المؤسسة تبيع موادها بسعر التكلفة لتشجيع فكرة إنشاء السوق وتطويره بما يكفل خدمة دائمة وتطبيق مبدأ من المنتج للمستهلك، وأن الإقبال جيد على السوق في الموقعين المحددين: “حي الجهاد” وبالقرب من ساحة “الفرسان” وسط المدينة.
في الوقت نفسه وجد “حسين الفارس” أحد البائعين أن وجود السوق مكّنه من توفير محروقات السيارة الجوالة بالتالي تمكن من خفض السعر بمعدل 150 ليرة لمعظم أنواع الخضار وأعلن أنه سيستمر بالتواجد في السوق متمنياً تخديمه بشكل مناسب لتشجيع البائعين الجدد والمزارعين.

وفي هذا الإطار ولتحسين خدمات السوق يقول المهندس “بشار الأشقر” رئيس مجلس مدينة السويداء، إن محافظة “السويداء”خصصت 2 مليون ليرة لتجهيز مظلات ودورات مياه للباعة خلال أسبوعين على أبعد تقدير ما سيسهم في زيادة عدد الباعة في السوقين، أما فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية فبين أن المجلس يقوم بتعقيم الساحات بشكل يومي لكن موضوع الالتزام بالكفوف والكمامات إجراء ذاتي لم يلتزم به المواطنون أو الباعة.

اقرأ أيضاً:نائب: هل فيروس كورونا لا يصيب المصلين يوم الجمعة؟

سوق جديد في دير الزور قريباً

وفي “دير الزور” أحدث مجلس المدينة سوقاً شعبياً واحداً في حي “الجبيلي” حسب حديث رئيس المجلس “رائد منديل” لسناك سوري، وأنه يتم العمل لتجهيزه بشكل كامل عبر وضع المظلات والتقسيم إلى مقاسم، إضافة لتجهيز موقع آخر سيتم افتتاحه قريباً في حي الجورة، مشيراً إلى أن المجلس يتابع عمله للحفاظ على الإجراءات الوقائية الاحترازية في الأسواق عبر الدائرة الصحية التي تتابع عمل المحال التجارية والإجراءات التي يتخذونها للوقاية.

وجود السوق الشعبي الوحيد في المدينة وفر للمواطنين من أهالي الحي خضراوات متنوعة بأسعار مخفضة عن أسعار المحلات التجارية، يقول “باسم الموسى” من أهالي الحي في حديثه مع سناك سوري: «إن أسعار المواد المتوافرة في السوق منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى في المدينة ومنها سعر كيلو الثوم 700 ليرة بينما في السوق 900 ليرة والخيار 200 ليرة بينما خارجه 300 ليرة سورية والبطاطا 300 ليرة وخارج السوق تباع بسعر 400 ليرة سورية.

لايرتدي “الموسى” ومثله كثير من المواطنين في السوق الكمامات أو القفازات ولايظهر أي علامات التزام بالاجراءات الاحترازية في السوق بشكل عام .

السوق الشعبي في دير الزور

كان مجلس الوزراء كلف المحافظين في جلسته الأسبوعية الأحد الماضي التوسع في إقامة الأسواق الشعبية بالمناطق والمدن والبلدات ليتسنى للمزارعين عرض منتجاتهم بشكل مباشر للمستهلكين وبيعها بأسعار منافسة وكسر كل حلقات الوساطة والاحتكار مع التشدد بتطبيق الشروط الصحية في هذه الأسواق.

المراسلون : فاروق المضحي – نورس علي – رهان حبيب

اقرأ أيضاً:الحكومة تغيّر خطتها أمام كورونا.. وعشرات الضحايا بتفجير في حلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى