الرئيسيةسناك ساخر

اليوم العالمي لسرقة القداحات.. اليوم المظلوم

مو حرام الفاسد يكون إلو يوم عالمي وسارق القداحات لا؟

حتى للشاي يوم عالمي يحتفى بهذا المشروب الشعبي خلاله. كذلك هناك يوم لحرية الصحافة ويوم لمكافحة الفساد. وآخر للقطب الشمالي. و”كوكبة” من الأيام العالمية لكل شيء تقريباً، فيما عدا اليوم العالمي لسرقة القداحات. فكم هم مظلومون سارقو “القداحات”، قياساً بغيرهم مثل الفاسدين على سبيل المثال.

سناك سوري-رحاب تامر

هذا يا سادة يا كرام، بدأت فكرة اليوم العالمي المظلوم. بينما كان صديقي يتحدث عن صديقه سارق القداحات الشهير. إذ كانت “السهرة عمرانة”، واحتاج الحضور لكأس من الشاي عند الـ2 بعد منتصف الليل ذلك اليوم. حين بحثوا عن القداحة ولم يجدوها.

استمر البحث طويلاً، حتى سارقها كان يبحث معهم عنها، وحينّ ملّ الجميع، عزفوا عن رغبتهم شرب الشاي. قبل أن “يخرم” السارق عليها، ويتوجه للمطبخ ليخرج القداحة من جيبه، ويقوم بتشغيل الغاز، ويكشف نفسه من حيث لا يدري. يقول صديقي وهو لا عنفي بالمناسبة: “بلشنا نقتل فيه جمعاً، وما يعرف من وين يجيه الكف”.

سارق القداحات المسكين لم تشفع له كل توسلاته، أمام الغضب الشعبي العارم من فعلته المشينة. سيء الحظ جداً هذا الرجل، بخلاف لصوص كُثر “نفدوا بريشاتهم وبمسروقاتهم”.

أكاد أجزم أنه لا يوجد أحد في سوريا، لا يعرف سارق قداحات مشهور. “بتحسوا الشغلة بتجي بالفطرة”، بمعنى آخر يستيقظ الشخص صباحاً، ويقرر أنه سيصبح سارق قداحات.

بينما تجد صديقتي الحائزة على لقب “حرامية القداحة” بوسطها المحيط، تبريراً للأمر، فبعد تكرارها القصة باتت تراها حالة نفسية لا إرادية (بدون ماحس بسحبا وبمشي)، مثلما تقول لي.

وتابعت وصف شعورها بحيازة قداحة ليست من مالها لتعلق ساخرة: (مال الحرام طلع بدوم، لأن يلي بشتريها بتنتزع أو بتنسرق مني). وهذا أصعب شعور يعيشه “سحيب القداحات”.

وبالمناسبة سارق القداحات ليس بالضرورة أن يكون مدخناً، فالأمر لا يعدو أكثر من كونه هواية لدى كثير من البشر في هذه البقعة الجغرافية. حتى أن بعضهم يفاخر بتشكيلته من القداحات المسروقة أمام أصدقائه. وكأنه يريهم سلسلة مشاريعه وممتلكاته التي جناها من الفساد والرشاوى.

عموماً سارق القداحات مظلوم جداً، ويحتاج أن يخصص له يوم عالمي يتحدث عنه. تماما مثلما لمكافحة الفساد يوم عالمي خاص به. وكما يخرج الفاسدون ليخطبوا بالناس عن مكافحة الفساد. من يدري قد يخرج سارقو القداحات ليخطبوا بالناس عن ضرر سرقة “قداحة بوقت حاجة”.

اقرأ أيضاً: باليوم العالمي للحمار.. نقص الوقود وغياب المواصلات أثقلا ظهر الحمار
زر الذهاب إلى الأعلى