حرية التعتير

مائة ليرة سورية دخولية منزل! – أيهم محمود

أشعر أني غريب عن بيتي أدخل إليه بجواز سفر!

سناك سوري- أيهم محمود

فرضت زوجتي العزيزة دفع 100 ل.س عند كل دخول لي إلى منزلنا.

يا زوجتي العزيزة أنا في السوق أجلب الحاجيات للمنزل، أنا في العمل خارج المنزل من أجل تأمين حاجاته، أنا أخرج لرمي القمامة، أنا..، أنا …، لكن كل مبرراتي لم تقنعها بتغيير رأيها وقالت لي المبلغ تافه ولا يحتاج كل هذا الاحتجاج، فقط ضعه في صندوق المنزل وهو سيعود لك، ألست زوجي وحبيبي وشريكي في هذا المنزل؟.

اقرأ أيضاً: لو كنتُ مسؤولاً _ أيهم محمود

فكرت…

نعم الخسارة ليست اقتصادية فالمال باقي هنا ولنا، لكن خسارتي معنوية: أن أشعر أني غريب عن بيتي أدخل إليه بجواز سفر، من يمسح ألم تلك السكين التي انغرزت في صدري وأنا أقرأ الإعلان الورقي المعلق إلى جانب مدخل المنزل، من يعيد لي معنى هذا المنزل، من يمسح ذاكرتي حتى لو تراجعت زوجتي عن قرارها، من يعيدني مرة أخرى إلى هذا الوطن البسيط وجدرانه بعد أن رفضني وحولني إلى مجرد سائح فيه، إلى مجرد غريب عنه لا انتماء ولا شجن ولا حنين إلى لقاء وحنين إلى قدسية حتى الغبار فيه، ما أقسى الرحم الذي يلفظ جنينه المطمئن إلى الأمان فيه، ما أقسى الرحم الذي يطالب جنينه بدفع أجار بقائه فيه، ما أبشع هذا الإعلان وما أقبحه وما أكبر غصتي وحرقتي، والكلام بالطبع ليس لزوجتي بل لتلك الكنة التي فقدت بوصلتها وطاش حجرها وفكرت في المال ولم تفكر في أن المشاعر والانتماء تقتله الشهوات ويقتله المال الذي لا يُغني أحد، قد يتشارك الأزواج والأحباب الفقر والفاقة والجوع عندما تكون قدراً متساوياً لا يبحث أحد الأطراف فيه عن نجاة فردية على حساب الآخرين.

اقرأ أيضاً: سوريا.. تقاسم الوجع_ أيهم محمود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى