الرئيسيةشباب ومجتمع

سندويشة الراحة والبسكويت حلوى الطفولة والعيد في السويداء

برأيكم في حدا بسوريا ما أكل راحة وبسكوت؟

تأخذنا أكلة الراحة والبسكويت في السويداء بعيداً إلى سنوات الطفولة القديمة. حين كان هذا النوع من الحلويات الأكثر تواجداً في موائدنا. لقلة ثمنه وطعمه اللذيذ ومحبة الأطفال له.

سناك سوري-رهان حبيب

لا يغيب هذا النوع من الحلويات عن الأسواق في مدينة “السويداء”، إلا أن لها نكهة خاصة في مواسم الأعياد. خصوصاً عيد الأضحى. وتقول “نهال” 25 عاماً لـ”سناك سوري”، إنها اشترت علبتين من الراحة ومثلهما من البسكويت من ضمن حلويات العيد.

تتذكر الصبية العشرينية كيف كانت تستمتع بتناول هذا النوع من الحلوى مع والدها حين كانت طفلة. وإعادة تناولها مع والدها اليوم يعيد إليها تلك اللحظات.

مطلوبة جداً بالأعياد

يضع “إيهاب بحصاص” 35 عاماً من قرية “سالة”. بسطته وسط مدينة السويداء، يعرض فيها أنواعاً مختلفة من الراحة والبسكويت. ويقول إنها من الأنواع المطلوبة ويزداد الطلب عليها خلال الأعياد. ويردف: “لا أعرف سبب تعلق الأهالي بهذا النوع سوى أن له نكهة لذيذة”.

تصنع الراحة من السكر والنشاء وتؤكل مع قطع البسكويت السادة. يقول البائع، ويضيف أنها مطلوبة بالريف والمدينة، ويطلقون عليها اسم “سندويشة راحة وبسكويت” لتكون تحلية خفيفة لطيفة على حد تعبيره.

إيهاب بحصاص بائع من قرية سالة

حلوى رخيصة الثمن

في قرية “الحريسة” ومنذ عام ١٩٨٤ أسس “نزيه زين الدين” معملا للراحة. أتقن حرفة صناعتها كمادة مطلوبة بشكل كبير ومحبوبة وكان سعر كيلو الراحة لا يتجاوز ثمنه أربع ليرات في تلك المرحلة.

ابنه الشاب “عطالله زين الدين” مدير المعمل يقول لـ”سناك سوري”، أن معامل الراحة في المحافظة كثيرة وجزء كبير منها موسمي. كونها بقيت صناعة يدوية فهي لا تحتاج لأكثر من عجانة السكر مع النشاء وحرارة وبعدها تعد وتقطع يدويا.

لا تحتاج صناعة الراحة لأكثر من آلة واحدة، ولا تحتاج هذه الصناعة بحسب “زين الدين” الابن لأكثر من النظافة والمراقبة. لافتاً أن العديد من المعامل تستغل فرصة الأعياد لإنتاج المزيد وكسب الرزق.

الشاب واخوته وزوجته يشرفون على الآلة لإنتاج هذه الحلوى الطيبة التي تطلب في الأعياد ومواسم الحصاد كتسلية. ولم يتوقفوا عن العمل رغم اختلاف الأسعار.

يضيف: «تطلب الراحة كونها أرخص نسبيا من باقي الحلويات فمن المعمل نبيع اليوم كيلو الراحة بحوالي عشرة آلاف ليرة. تبعا لغلاء السكر في حين أقل سعر لكيلو البرازق أو الغريبة لايقل عن ٣٠ ألف ليرة».

الشاب وفق طريقة الإنتاج اعتمد في معمله عبوة 200 غرام تباع اليوم من المعمل بحوالي 2500 إلى 3000 ليرة، وهي الأكثر طلباً تبعاً للأوضاع الاقتصادية. ويضيف أن العائلة تحتاج لعدة عبوات لكن تراجع القدرة الشرائية جعل الأهالي يختصرون الكمية.

وكانت الراحة تستخدم قديماً كتسلية للأطفال الرضع إذ توضع بقطعة شاش نظيفة بالقرب من فم الرضيع ليلتهي بها عن أمه بينما تعمل في موسم الحصاد. وهي عادة ليست جيدة تبعاً لأطباء الأطفال، إذ أن الطفل الرضيع لا يجب أن يتناول سوى حليب والدته. واليوم باتت الراحة والبسكويت تحلية رخيصة الثمن للصغار والشباب والكبار أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى