هكذا تناول السوريون الهدنة المعلنة وتداعياتها
واستنكر آخرون توقيت الهدنة الذي جاء بعد وقوع المئات من الضحايا والجرحى بين المدنيين
سناك سوري – متابعات
اختلفت وجهات نظر وردات فعل السوريين على قرار الهدنة المتفق عليه في الأمم المتحدة يوم أمس حيث عبر بعضهم عن فرحهم بهذا القرار وتساءلوا عن إمكانية تطبيقه من عدمها في ظل عدم التزام طرفي النزاع بالكثير من القرارات السابقة والاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار والهدن.
واستنكر آخرون توقيت الهدنة الذي جاء بعد وقوع المئات من الضحايا والجرحى بين المدنيين في العاصمة دمشق وغوطتها نتيجة للقصف المتبادل بينهما، فيما تحدث آخرون عن موقع الحكومة السورية وفصائل المعارضة كورقة لعب بيد الدول العالمية والإقليمية.
وتناول ناشطون محليون عن فائدة الهدنة إن لم تشمل مناطق التصعيد مثل الغوطة ودمشق وعفرين وإدلب، وتفائل ناشطون آخرون بهذا القرار واعتبروا أنه يجب العمل على تهدئة النفوس والتخفيف من حدة التحريض من قبل كل طرف على الطرف الآخر.
ولم تعلن الحكومة السورية عن موقفٍ رسمي من الهدنة واكتفت بتكرار موقف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” والذي أكد على «أن القرار لا ينطبق على الأنشطة العسكرية التي تستهدف تنظيمي جبهة النصرة و”داعش” الإرهابيين وكل من يرتبط بالقاعدة وأي جماعة إرهابية موضوعة على قائمة الإرهاب».
وكان فصيل “جيش الإسلام” قد رحب بقرار مجلس الأمن، متعهداً بحماية القوافل الإنسانية التي ستدخل بموجب القرار، ومن جهة أخرى أعلن فصيل “فيلق الرحمن” التزامه بالهدنة وتسهيل إدخال كافة المساعدات الأممية إلى الغوطة الشرقية استجابةً لقرار مجلس الأمن، مع التأكيد على الاحتفاظ بحق «الدفاع عن النفس و ردّ أي اعتداء».
كما رحبت هيئة التفاوض المعارضة بقرار الهدنة، وأشار الحريري إلى «التزام فصائل الجيش الحر بوقف إطلاق النار الشامل واستعدادها لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية».
اقرأ أيضاً: هل يوقف قرار مجلس الأمن العدوان التركي على عفرين واقتتال الفصائل في إدلب؟
وعلى الصعيد الميداني تابعت القوات الحكومية عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية بريف “دمشق” فيما أسمته محاربة التنظيمات الإرهابية غير المشمولة في القرار “جبهة النصرة” وداعش” وتم الحديث عن تقدم في بلدة “النشابية” أحد معاقل الكتائب الإسلامية في الغوطة الشرقية، إلا أن جيش الإسلام نفى حدوث التقدم، وأشار إلى وقوع ضحايا مدنيين نتيجة هجوم القوات الحكومية.
بينما استمر القصف على العاصمة السورية “دمشق” أيضاً واستهدف الضاحية ومخيم الوافدين الذي حددته الحكومة السورية كطريق لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية.
فصيل “جيش الإسلام”نشر على معرفاته الرسمية صوراً عن عمليات قنص قام بها ضد القوات الحكومية، بالإضافة لصور عن جنود قال إنهم قضوا في المعارك التي جرت ليل أمس.
بينما نشرت مصادر مقربة من القوات الحكومية صوراً لتقدمها في بعض المناطق في الغوطة الشرقية.
وقال مصدر حكومي سوري إن عربة مفخخة قادمة من “جوبر” كادت على وشك أن تقتحم “دمشق” ليلاً قبل أن تتمكن القوات من تدميرها والحيلولة دون الوصول إلى هدفها.
الواقع الميداني دفع بعض السوريين المتوقعين أن الهدنة كانت ستوقف القذائف على دمشق والغوطة ليقولوا في تعليقاتهم ما معناه أن “هدنة الليل يمحوها النهار”.
اقرأ أيضاً: اجتماع ثلاثي “ميركل، ماكرون، بوتين” لبحث تطبيق الهدنة في سوريا