نور وهبة مدربتا رياضة أحدثتا خرقاً في مجتمعهما المحافظ
نور وهبة عبد الله حظيتا بدعم والدهما لتدريب النساء على الرياضة
بمساعدة الشابتان “نور وهبة عبد الله”، تمكنت نساء كثر في دير الزور من ممارسة الرياضة، والحصول على اللياقة البدنية واتباع أسلوب حياة صحي. في مجتمع محافظ كان حتى الأمس القريب يستهجن تدريب النساء رياضياً أو وجود مدربات رياضة من النساء.
سناك سوري – عائشة الجاسم
“نور وهبة” شقيقتان ورثتا مهنة وتدريب اللياقة البدنية من والدهما الرياضي الذي دربهما وأعدهما جيداً للمهمة. بهدف تسليمهما النادي الرياضي الذي يمتلكه في المدينة، والذي كان لسنوات عديدة خاصاً بالرجال فقط.
“نور” 22 عاماً طالبة بكلية الآداب تخصص علم اجتماع. بعد 5 سنوات من تعلّم التدريب الرياضي مع شقيقتها بدأت تدريب النساء في نادي “كلش” الذي تمتلكه عائلتها في الدير. بدعم كبير من والدها، كما تقول لـ”سناك سوري”.
وتضيف أنه منذ افتتاح ناديهم عام 2009، شجعهما والدهما وقدم لهما المحفزات والهدايا لأداء التمارين والتدرب رغم صغر عمرهما وقتها. كما كان حاضراً لتقديم أي استشارة انطلاقا من خبرته في التدريب الرياضي، فهدفه كان إعدادهما للتدريب الرياضي مستقبلاً.
لكن الفرحة لم تدم طويلاً، وأغلق النادي نتيجة ظروف الحرب، ليعاد افتتاحه عام 2019، في تلك الفترة لم تتوقف الشابتان عن التدرب والتدريب. ومع عودة النادي كنّ جاهزات لبدء العمل، ما أثار استغراب أهالي المنطقة. الذين لم يبادروا للتسجيل في البداية، لكن الحال لم يدم طويلاً هكذا وسرعان ما بدأت الشابات والنساء بالتوافد للتسجيل.
“هبة” 20 عاماً وهي أيضاً طالبة في كلية الآداب تخصص علم اجتماع، تؤكد أنها وشقيقتها لا تواجهان أي صعوبة في إدارة الوقت ما بين العمل والدراسة. وتصف التدريب الرياضي بأنه يعطيها طاقة كبيرة لمتابعة دروسها.
ترى الشابتان أنهما أحدثتا خرقاً في مجتمعهما المحافظ، الذي لم يكن تدريب النساء على الرياضة فيه أمراً شائعاً. وتعيد السبب إلى قدرتهما على اكتساب ثقة النساء وجذبهما للتدريبات وتحقيق نتائج جيدة.
وتتجه العديد من النساء إلى ممارسة الرياضة للحفاظ على الرشاقة والتمتع بأسلوب حياة صحي. خصوصاً في الوقت الراهن مع انتشار الكثير من النصائح بالسوشل ميديا التي يقدمها أطباء يؤكدون من خلالها أهمية ممارسة الرياضة بانتظام.
تدريب لا يخلّو من الطرافة
تتبع الشقيقتان أسلوباً لا يخلو من الطرافة في التدريب. لتخفيف التعب والتشجيع على متابعة التدريبات. حيث يتم إلقاء النكات، والمزاح معهنّ، وتذكيرهنّ بضرورة متابعة التدريب للوصول إلى الهدف المنشود وتخفيف الوزن.
تقول “هبة”، إن كثير من المتدربات يأتينّ بدافع التفريغ النفسي والشعور بالثقة والقوة. فالرياضة تمنح ممارسيها الشعور بالقوة دائماً.
تتابع الشابتان التدريب الرياضي بالتوازي مع دراستهما، ولا ينويان ترك المهنة حتى بعد التخرج والالتحاق بفرص عمل بتخصصهما الجامعي.
في نهاية حديثهما، أعادت الشابتان التأكيد على شعورهما بالامتنان والمحبة لوالدهما، الذي دعمهما وساعدهما ليصبحنّ مدربات رياضة في دير الزور.
وعلى الرغم من الدمار والويلات الكثيرة التي جرتها الحرب لمحافظة دير الزور، إلا أنه ومنذ انتهاء المعارك فيها والمدينة تشهد ظروفاً مختلفة. لناحية دور الشباب الذين امتلكوا المزيد من الحرية والقدرة على التعبير عن أفكارهم وترجمتها ومواجهة المجتمع بحال اقتضى الأمر.