المادة في تحول.. لا شيء يفنى في “سوريا” القميص يصبح ممسحة والبلوزة يصنع منها ممسكة خاصة للأواني الساخنة!
سناك سوري-رحاب تامر
بينما كنت أبارك لجارتي نجاح ابنتها في الامتحانات الثانوية، لفتني منظر يتكرر كثيراً لدينا في المنازل السورية، إذ مسحت جارتي الطاولة أمامي بـ”كيلوت” أبيض قديم، تحول إلى ممسحة بعد أن انتهى عمله لدى “مؤخراتنا”.
لم تجد جارتي حرجاً في استخدام “الكيلوت” كممسحة أمامي، وأنا مثلها أيضاً كان الأمر طبيعياً، خصوصاً أن عمليات إعادة التدوير ازدادت بعد الخسائر التي مني بها السوريون جراء ارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة الليرة الوطنية، فارتفعت أسعار المماسح المتواجدة في الأسواق ذات النوعية الجيدة أسوة بكل المواد الأخرى، وباتت القمصان الداخلية التي استخدمها السوريون حتى اهترأت الحل الأمثل لمسح الأرضيات.
إحالة القمصان والكيلوتات الداخلية القديمة للتقاعد أمر مستحيل حالياً، خصوصاً أنه وإن قررنا المغامرة بشراء ممسحة جديدة، نخاف أن تكون دون المستوى المطلوب، ولذلك “يلي منعرفو أحسن من يلي منتعرف عليه”، وقامت وخلصت.
الغبرة المتأصلة جداً في منازلنا نحن السوريين، لا تنفع معها المماسح، سرعان ما تعود من جديد بعد كل عملية مسح، وطالما أن الحال لا تغير فيه سوى شكلياً على مبدأ (نحن عمنمسح ونعمل يلي علينا)، فإن استخدام “كيلوت” أو ممسحة خاصة سيان، هكذا يعتقد كثيرون منا، فلماذا “البحترة” و”الكيلوت” موجود بدون أي أعباء مادية جديدة ولا مشاكل جديدة، ومنشان الحرج فهو أمر ثانوي قدام المصلحة العليا لـ”الجيبة”.
اقرأ أيضاً: “سوريا”.. مدراء يهمشون الخبرات خوفاً على “الكرسي”!