“حلب”.. القانون ينتصر على مسن حلبي يبيع الخبز “بطريقة غير شرعية”!

الشارع ممتعض من التركيز على محاسبة المتهمين بالقضايا الصغيرة والتغاضي عن كبار الفاسدين!
سناك سوري-حلب
انتصر القانون في “حلب” على أحد الرجال كبيري السن في المدينة، بعد القبض عليه متلبساً وهو يبيع ما تعداده بحسب ما قال الإعلامي “شادي حلوة” عبر بث مباشر في صفحته الشخصية بالفيسبوك 5 ربطات من الخبز بطريقة غير قانونية.
الحادثة هذه تذكر بأخرى مشابهة كان بطلها مواطن حلبي اتهمه وزير الداخلية السابق “محمد الشعار” حين كان على رأسه عمله بتقاضي رشوة مقدارها 50 ليرة ليتبين فيما بعد أن الـ50 ليرة تلك قانونية ويتم تبرئة المتهم بعد أن شُهر به عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صفحة الشرطة عبر الفيسبوك كانت قد أوردت الخبر متضمناً صورة خلفية للرجل المتهم ببيع الخبز دون رخصة، وقالت نقلاً عن مراسلها في “حلب” إن قسم شرطة “الجميلية” في المدينة ألقى القبض «على أحد الأشخاص لبيعه الخبز التمويني ومصادرة كمية منه، وتم إعلام مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لاستلام المادة المصادرة، ليتم تقديم المقبوض عليه إلى القضاء أصولا»، قبل أن تحذفه عقب التعرض لردود فعل غاضبة من الشارع الذي هاجم طريقة تصوير المسن وعرض صورته بهذه التهمة.
“حلوة” وخلال بث مباشر عبر الفيسبوك هاجم من صور المسن وعرض صورته بهذه الطريقة واصفاً إياها بـ”المذلة”، وطالب بتطبيق القانون على “الكبار” وما قال إنهم مافيات الخبز في “حلب”، ووجه اتهامات لمدراء الأفران ببيع كميات كبيرة من الخبز صباحاً قبل افتتاح الفرن بطريقة غير شرعية طمعاً بمزيد من الربح، وناشد المحامي العام الأول في “حلب” التدخل بروح القانون بهدف الحفاظ على كرامة الرجل الذي يريد العيش بالحلال، بحسب تعبيره.
الإعلامي السوري تسائل عن آلية محاسبة المسؤولين عن أزمات الغاز وبيع المادة بالسوق السوداء بأضعاف سعرها، وعن المسؤولين عن السرقات والتعفيش، الذين لم يتعرض لهم أحد بخلاف هذا الرجل الذي أراد أن يبيع بضع ربطات من الخبز ليعتاش من مردودها القليل.
المواطنون الذين علقوا على الأمر لم يخفوا رغبتهم بتطبيق القوانين على كافة الأشخاص، إلا أنهم أبدوا امتعاضاً من التركيز على معاقبة الأشخاص المتهمين بهذه القضايا الصغيرة قياساً بالكبار الذين يعيثون فساداً دون أن يلاحقهم أحد، متذكرين حادثة الخمسين ليرة حين أمر وزير الداخلية السابق “الشعار” الصيف الماضي خلال زيارته “حلب” بحبس أحد كبار السن متهماً إياه بتقاضي مبلغ 50 ليرة كرشوة.
يذكر أن هذا المواطن الذي يبيع الخبز يتعيش من خلاله وهو لا يضر أحداً وربما لو وجد مصدر رزق آخر لما باع الخبز، لكن هناك مئات المسؤولين الذين تضر أفعالهم المواطنين ولا أحد يحاسبهم.
اقرأ أيضاً: هل ظلم وزير الداخلية الموظف الحكومي؟!