نصائح في تربية الأطفال- جمال مرهج
عن تربية الأطفال وخصوصيتها
سناك سوري – جمال مرهج
هدف التربية أن نساعد الطفل لينمو نموّاً سليماً ونبني شخصية قادرة تتمتع بالإحساس والالتزام والاهتمام، وتتبوأ مكانها في المجتمع، مستخدمين أساليب تربوية فعّالة بحيث تغرس سلوكاً مقبولاً اجتماعياً وانسانياً.
أجمع التربويين من خلال الدراسات أن الاطفال من خلال النمذجة يتطلعون على أهلهم وعلى من هم حولهم ليقلدوهم فيجربون ويتعلمون أهم المهارات كالكلام، التعاطف التعاون، الاحترام وكل القيم الإنسانية والاجتماعية التي تجعل منه متشابهاً ومقبولاً من أترابه.
إذا على الآباء اختيار السلوكيات المقبولة من مجتمعهم لكي يتعزز إيمانهم بقدراتهم وقيمهم الذاتية حتى لا يُلحق الأذى العاطفي أو المعنوي بهم ولا تقلل ثقتهم بأنفسهم.
كيف تتم هذه التربية؟ بعض النصائح التي ستساعد الأهل في مسيرتهم الطويلة فمن وضع يده على المحراث لن يتراجع:
أولاً كن القدوة لأولادك كما أشرنا سابقاً تعتبر الأسرة أوّل مدرسة يلتحق بها الأطفال في الحياة، فالطفل من عمر صفر حتى خمس سنوات يتعلم معظم السلوكيات لذلك الحل يبدأ بتدريب شخصيّاتهم وأفكارهم، وبتقويم نفسيهما قبل البدء بتربية الأطفال، وأن يلتزمان بالتّصرّفات الصّحيحة وبالألفاظ السّليمة أمام أطفالهما؛ ليتمكّنوا من الانطلاق في الحياة بقوّة وثقة، خاصة أن الأهل بالنسبة لأولادهم هم المثل الأفضل ويرونهم دائماً على صواب. إن كسر صورة الأهل أمام أبنائهم تسبّب بخلل نفسي قد يصعب ترميمه، فيصبح عقدة مستمرّة له، لذا يجب أن يحرص الوالدان على أن يكون حديثهم إيجابيّاً للطفل، وأن يغرسوا القيم والأفكار السليمة والبناءة فيهم؛ لأنّها ستبقى معهم كلما مرّ موقف أو وقعوا في مشكلة.
ثانيا حدّد الخطأ والصّواب، الانسان ليس كاملاً قد يقع بالخطأ كذلك الأطفال والخطأ هو للتعلم وليس للقصاص، لذلك يحاولون التعلم من خلال الممارسة، وعلى الوالدين ألا يمنعوهم من التعلّم الفردي، لكن يُبيّنون لهم أرضية مشتركة لمعرفة الخطأ من الصّواب لتشجيعهم على الالتزام بالأخير عن قناعة. فيتعرفون على السلوك المقبول والسلوك غير المقبول، إنهم يجدون من الصعب عليهم أن يتصرفوا حسب دوافعهم ورغباتهم بدون المساعدة الأبوية، عندما يعرفون الحدود الواضحة للسلوك المسموح به، فإنهم يشعرون بأمان أكثر. إضافة الى ذلك يحتاج الأهل إلى ذهن متفتح وقلب منفتح وعواطف سخية، وهذا من شأنه أن يساعدهم على الإصغاء لكل أنواع الحقائق، سواء كانت مفرحة أم غير مفرحة ويبني علاقة من الثقة المتبادلة وهذا يقلل من نسبة المشاكل التي يواجها الأهل والطفل.
ثالثا احرص على التشجيع الايجابي لمكافأة الطفل إذا فعل سلوكيّات جيّدة فيتحمّس على متابعة هذه التّصرّفات ويكررها. في المقابل عندما يقع الطفل في خطأ يتمّ توضيح سلبيات هذا الخطأ بطريقة تحليلية لبناء الفكر النقدي، إضافة الى مهارة حل المشاكل واتخاذ القرار الصائب والتعبير وقول لا واشراك الطفل في اتخاذ الإجراء المناسب كردة فعل على الخطأ وذلك ليمتنع من إعادة هذا الخطأ في المستقبل، ومن أفضل هذه الطرق هو الحرمان من شيء يحبه لفترة محددة.
رابعا على الأهل أيضاً تعليم الطفل مهارة الاختيار واعطائه حرية هذا الخيار فعندما يشعر الطّفل بأنّه مقيّد، سيتمرّد ويستخدم أسلوب العناد مع والديه، لذا عليهما إعطائه جزءاً من حقوقه في أخذ القرارات البسيطة، مثل اختيار الحذاء والملابس الذي يرغب في ارتدائها، أو الكوب الذي يرغب بشرب العصير فيه، ليشعر بأنّ له رأي خاص وأنّ والديه يهتمّان برأيه.
أخيراً قالت “ماريا منتسري” أكبر علامة على نجاح التربية هي أن تكون قادراً على القول:«إن الأطفال يعملون الآن كما لو لم أكن موجودًا» فالتربية عملية طبيعية تتطور بشكل تلقائي في الكائن البشري، ويتحقق التطور الأعظم خلال السنوات الأولى من الحياة، وبالتالي يجب أن يتم الحرص الشديد على أن تكون هذه السنين مبنية على القيم والمعايير الإنسانية، إذا تم ذلك، فإن الطفل لا يصبح عبئاً، بل سوف يكشف عن نفسه كأعظم أعجوبة في الطبيعة.
اقرأ أيضاً “أولادنا.. فلذات أكبادنا” – نايلة حلاني