السلام في حماة حكرٌ على الرجال… النساء يغبن عن ماراتون مدينة أبي الفداء
هل تهدد النساء السلم الأهلي… ولماذا يتم تغييبهن عن هكذا نشاط!؟
سناك سوري-لينا ديوب
في سوريا الدولة التي ترفع راية العلمانية وتفاخر بأن المرأة نائب رئيس جمهورية، أقيم ماراتون للسلام اقتصر على الذكور الذين تجمعوا وركضوا من أجل السلام بينما تركوا النساء في المنازل، وحدها فتاة أو اثنتين حضرن من أصل مئات المشاركين!!!.
نعم في سوريا حدث ذلك وتحديداً في مدينة “حماة” يوم الجمعة الماضي، كان اللون الذكوري الواحد يتسيد المشهد، 27 صورة نشرتها محافظة حماة، لم أجد فيها سوى صورة واحدة لفتاة واحدة، وعدة فتيات قليلات جداً ظهرن على شاشة الإخبارية السورية التي ربما تقصدت إظهارهن مع هذا الكم الذكوري الكبير، فهل السلام حكر على الرجال فحسب!!.
يبدو مستغرباً إحياء يوم يخص السلام في مدينة ما بغياب نسائها، وأكثر من ذلك من غير المقبول، أن تكون المشاركة حكراً على الرجال في مناسبة، تنشد الحياة الآمنة الكريمة العادلة للجميع، وهي “اليوم العالمي للسلام” الذي صادف يوم الجمعة الفائت، وشهدت عدة محافظات سورية انطلاق مارتون السلام بهذه المناسبة.
وفي وقت عانى ويعاني فيه الجميع رجال ونساء ويلات حرب صعبة طويلة، خبروا خلالها أنواع من العنف ربما لم تعهدها البشر من قبل، نحتاج للتخفيف من آثاره، مشاركة الجميع رجال ونساء وفي جميع المجالات، وليس الاحتفاليات فقط.
وسواء كان المنظمون يهدفون إلى لفت الانتباه لهذه المناسبة، لنبذ العنف، أو الدعوة للعمل من أجل بناء السلام في مستويات الحياة المختلفة، فهم بعدم إشراك النساء ابتعدوا عن هدفهم ومارسوا تمييزا، ربما يصنف على أنه عنف معنوي، و كأنهم غافلون عن ضرورة وأهمية إشراك النساء في بناء السلام وصناعته خاصة أثناء الحروب وبعدها.
ما بين المزح والجد، يكاد لا يخلو نشاط، أو عمل من عبارة (أي جندروه) في حالة لم تتم مخاطبة المشاركين والمشاركات بنفس الاهتمام، فكيف ولماذا، وبجدية لماذا لم يجندروا ماراتون “حماة” للسلام؟ (لم يشركوا النساء فيه)، ربما الجواب واضح، هناك مشكلة في التعاطي مع المرأة واضهاد وتغييب لها، ولابد من البحث عن جذور المشكلة والبدء بمشروع حله، بدل البحث عن فتاة هنا وأخرى هناك لإظهارهن على الشاشة للقول إن النساء شاركن، بينما في الحقيقة كن غائبات بل مغيبات يرغبن بالحضور لكن سطوة الذكور تمنعهن.
اقرأ أيضاً: عالحاجز حديث حول الجنس والجندر