أخر الأخبارإقرأ أيضاالرئيسية

في الجزيرة: أضاحي العيد تطغى على فرحة الكبار وبهجة الأطفال

عيد الحرب عوائل مشتتة وطقوس متغيرة

سناك سوري – عبد العظيم عبد الله

تبدلت وجهة العم “حسين المحمود” من الذهاب إلى السوق المركزي لشراء حلوى العيد، وتأمين مستلزمات “الكليجة” الجزراوية المشهورة، وفضّل الذهاب إلى “سوق الغنم”، للبحث عن أضحية العيد. فلم يعد للفرح مكان في قلبه المتعب بعد أن تشرد أبناؤه في بقاع الأرض الواسعة بحثاً عن الأمان والسلام.

حسين الحمود

والكثير من المواطنين السوريين اكتفوا من “عيد الأضحى” بتطبيق الاسم، شراء أضحيّة العيد، لتوزيعها على الفقراء وذوي القربى، وإهمال باقي التفاصيل، فالفرح لم يكن له مكان بينهم، حيث قال “المحمود” لسناك سوري: «عندما يحل العيد، أتذكر أجوائه السابقة بكل ما فيه من جمال وراحة وفرحة، أمّا اليوم فأبنائي منتشرين في بقاع العالم، اثنان في “ألمانيا”، وواحد في “دمشق”، والكبير في “العراق”، وكذلك الحال مع بناتي، لذلك مع كل عيد تنهمر دموعي بشكل تلقائي، فلا أجدهم أمامي كما السابق، ولا نتعانق في صباح العيد، ولا نجتمع على مائدة واحدة، وحالتي تشابه حالة الآلاف من أبناء منطقتي، هم أيضاً يكتفون بالذهاب لسوق الغنم وشراء الأضاحي».

مقالات ذات صلة

السبعينية “سعدة خليل” تعيش لحظات صعبة عندما يهل العيد، فالزوج فارق الحياة، والأبناء منتشرون في الدنيا، والابنة الوحيدة تشاركها العيش الصعب في منزلهما الكئيب، وتقول لسناك سوري عن تلك الحال: «كنا في الماضي نزور كافة منازل القرية، ونتجول لأسبوع كامل بين منازل أهلنا في الريف والمدينة. والأطفال كانوا زينة العيد، من لحظة شراء الملابس حتى الذهاب فجراً لطرق الأبواب والحصول على سكر العيد أو من يدفع لهم (خرجية العيد)، وبعد الظهر التوجه إلى الملاهي. كل ذلك غاب إلا بنسبة بسيطة، اليوم غالبيتهم يكتفي بزيارة جاره في العيد، حتى زيارات الأهل والقبور باتت من الماضي عند الغالبية».

اقرأ أيضاً العيدية.. منعتها الحكومة فحُرم الأطفال منها!

الباحث الاجتماعي “رضوان العلي” بيّن رأيه في ظاهرة غياب بعض الطقوس الجميلة لأعياد “الجزيرة السورية” بالقول: «لا بد من الإشارة أولاً إلى أن ضحية العيد فيها تعزيز لحالة المحبة والسلام بين الأهالي، أما فيما يخص انخفاض نسبة فرحة الأطفال بالتجوال واللعب في الملاهي، فهناك حذر كبير لعدم خروج الطفل بمفرده من المنزل، حرصاً عليه من الأحداث الأليمة التي تكررت في سنوات الحرب. في كل أسرة هناك غصّة وحزن، لذلك يمتنع نسبة كبيرة من الأهالي عن المشاركة بتأدية الواجبات الاجتماعية أو التقيد بالأجواء الخاصة بالعيد، أبناء منطقتنا يشاركون بعضهم الأفراح والأحزان، لذلك كثير منهم لا يحتفل بالعيد لألم يخص قريبه أو جاره وصديقه».

يذكر أن الأسواق الخاصة بشراء وبيع الغنم على مستوى المحافظة، تشهد إقبالاً كبيراً، مما ساهم بارتفاع أسعار المواشي بمختلف أنواعها لما يقارب الضعف، وهو ما يجعل توزيع اللحوم بين الناس هو الحدث الأبرز في ساعات صباح العيد.

اقرأ أيضاً الثور مهتم بالخاروف، والحمل رح ياكل حلو عند العالم….. أبراج عيد الأضحى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى