بعد أن «بق» الوزير «بحصة التكميلي».. طلاب سوريون يطالبون بـ«تسوية وضع» !
معسكر “الدريج” ينتظر الطلبة بعد إلغاء التكميلي
سناك سوري- جوني دوران
“في تكميلي.. مافي تكميلي..”، يركض “عمر” طالب الهندسة المدنية في جامعة “تشرين”، مسرعاً باتجاه أصدقائه وهو يردد أغنية «عً الدريج خدوني ورفقاتي فرجوني.. التكميلية مش طالعة وشايفها بعيوني”، يقول بحسرةٍ لـ”سناك سوري”: «شر البلية ما يضحك.. هذه القرارات الارتجالية التي تصدر من الوزارة من المفترض أن تكون بجانب الطالب وليست ضده.. اعتقد أن مستقبلي أصبح في مهب الريح.. ياريت يعتبرونا مسلحين ويعملولنا “تسوية وضع”»، يضيف “عمر” الطالب الذي استنفذ من هذا القرار على اعتبار أنه يحمل أكثر من 4 مواد بالقول: «أملي كان بالتكميلي بس شكلوا الدريج أقرب إلي هلىء»، في إشارة إلى التحاقه بالخدمة الإلزامية في صفوف الجيش السوري بمعسكر “الدريج”، بعد عم حصوله على “تأجيل دراسي”.
“منى” طالبة التجارة والاقتصاد في جامعة “دمشق”، تحمل هاتفها لتخبر صديقتها بالقرار النهائي الصادر عن وزير التعليم العالي وتقول لـ”سناك سوري”: «يبدو أن الحرب أوشكت أن تنتهي والأزمة لم تبدأ بعد.. عم يعملولنا حرب جديدة بالقرارت يلي كلها ضد الطلاب.. عنجد مابعرف شو بدي قول غير الله يفرج أحسن شي»، تضيف مخاطبة وزارة التعليم: «أرحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء».
وما هي إلا دقائق قليلة على تأكيد وزير التعليم العالي “عاطف نداف” بعدم وجود دورة “استثنائية” أو ما يعرف بـ”التكميلي”، حتى بدء “تسونامي” التعليقات والمناشدات يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذا القرار، خاصة بعد حالة من التصريحات المتناقضة بين الوزير ومعاونه عن حقيقة وجود مثل هذه الدورة، ما تسبب بحالة من “الضياع” بين الطلاب الذين تأملوا كثيراً بوجود هذه “الدورة”.
واجتاحت التعليقات مواقع التواصل بعد “الجواب النهائي” لوزارة التعليم فيما يتعلق بـ “الدورة التكميلية”، حيث ناشد البعض رئيس الجمهورية لإصدار مرسوم يعدل أوضاعهم وأوضاع المتضررين من عدم صدور “الدورة الاستثنائية”، وذلك من خلال حملة منظمة تدعو إلى التعليق الموحد على جميع “المنشورات” الخاصة بالقرار، الأمر لم يقف عند هذا الحد، حيث دعا أحد النشطاء، جميع الطلاب إلى النزول إلى صلاة العيد لعل أحد يصادف الرئيس ويناشده بإصدار “دورة تكميلية”، فيما ناشد البعض الأخر الوزير عاطف نداف بالقول «يا عاطف قلبي عَ التكميلي ناطف».
التعليقات لم تقتصر على المناشدة بل تحولت إلى السخرية من التخبط الحاصل في وزارة التعليم، حيث علقت إحدى الصفحات على موقع “فيسبوك”، والخاصة بالجامعات السورية بالقول: «بعيداً أنو في تكميلي أو لا.. أحد أمرين لا ثالث لهما.. يا إما وزير التعليم العالي نسيان أنو عندو نائب أو نائب الوزير نسيان أنو في وزير»، في إشارة إلى التصريحات المتناقضة بين الوزير نداف ومعاونه رياض طيفور، الذي أكد أن هذا القرار يحتاج إلى مرسوم جمهوري لكنه لم ينفي وجود دورة “تكميلية”.
وأضافت الصفحة المذكور أيضاً في تعليق أخر على القرار بالقول: «كلو كوم ومنشور صفحة وزارة التعليم العالي الرسمية كوم تاني.. يلي ببلش ب”كثر حديث الطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الدورة التكميلية.. وختم بلا يوجد دورة استثنائية هذا العام”.. يعني شايفين كل هالأسى والحاجات يلي بعانوا منها الطلاب بكل المواضيع الجامعية.. وعم تقرؤوا كلشي.. وبالأخير: “لا يوجد”، أي وزارة لاتنطلق من الشعب وللشعب لن تستمر».
إلى ذلك، دعا بعض النشطاء إلى وقفة احتجاجية ضد القرار غداً الإثنين الساعة 11 أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين، فيما أكدت مصادر مقربة من “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” أن «أي وقفة للطلاب بشأن دورة تكميلية دون ترخيص مسبق من السلطات المختصة سيعرض الطلاب للتوقيف أمنياً وفق الدستور السوري»، كما دعا إلى الانتباه إلى أن «جمع التواقيع وكتابة العرائض أو التجمعات من أجل الاعتراض على أي قرار يخص التعليم العالي يعتبر مخالفة جامعية تعرضكم إلى مسائلة قانونية والإحالة إلى الانضباط وفق قانون تنظيم الجامعات»، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من الطلاب مؤكدين أن “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” هي مؤسسة تعنى بالطلاب ويجب أن تقف إلى جانبهم وتطالب بحقوقهم بدلاً من الدفاع عن الوزارة والمسؤولين.
هذا وكان “الاتحاد الوطني” نوه بتاريخ 15/2/2018، عبر صفحته على “فيسبوك” بضرورة التحضير الجيد للامتخانات وفق النظام الفصلي المتبع في الجامعات (فصل أول -فصل ثاني) دون الاعتماد على الدورات الإضافية والاستثنائية وعدم الاكتراث بكل مايشاع حول صدور مرسوم الدورة الاستثنائية من عدمه، الأمر الذي واجهه عدد من النشطاء بالانتقاد من تصرفات الاتحاد.