أزمة البطاقة الذكية في “طرطوس” و”اللاذقية” تكشف الكثير!
سناك سوري-رحاب تامر
يُثير فرض تطبيق نظام البطاقة الذكية في محافظتي “اللاذقية” و”طرطوس” بالتزامن مع وقت الأعياد، الكثير من التساؤلات خصوصاً وأن الحديث عن إصدار البطاقة الذكية بدأ منذ شهر آب من العام الفائت في العاصمة “دمشق”، وبدأ منحها للمواطنين عبر 31 مركزاً أُحدثت لهذا الغرض بحسب ما صرحت محافظة “دمشق” لوسائل إعلام محلية العام الفائت، إلا أن البطاقة الذكية لم تُفَعل لغاية الآن.
في “اللاذقية” بدأ الحديث عن البطاقة الذكية منذ شهر نيسان من العام الجاري، ليبدأ تطبيقها فعلياً في الـ13 من شهر آب الجاري، بالتزامن مع موسم الأعياد الذي تشهد فيه المدينة الساحلية اكتظاظاً بعدد السياح من المناطق الداخلية الذين يأتون بغرض زيارة البحر والتمتع بالعطلة، والأمر ينسحب على محافظة “طرطوس”.
صديقي الذي كنت بانتظار زيارته لنا في “اللاذقية” خلال العيد، هاتفني يوم أمس ليخبرني أنه لم يعد يريد القدوم إلى البحر، مفضلاً الذهاب باتجاه منتجعات ريف “دمشق”، فهو لا يريد التورط بأزمة بينزين خانقة، ومثله كثر من السياح الذين ستخسرهم عروس الساحل وزميلتها “طرطوس”.
يتسائل أهالي “اللاذقية” و”طرطوس” اليوم عن السبب الذي جعل المسؤولين يفرضون عليهم البطاقة الذكية في هذا الوقت بالذات، ولماذا لم تفرض عليهم الشهر الفائت أو بنهاية شهر آب الجاري ريثما تنتهي إجازة الأعياد؟!، وهو ما يعكس أزمة التخطيط التي تعاني منها هيكلة الحكومة التي ورغم لجانها الكثيرة لم تفلح بتجاوز النتائج السلبية لقرارتها.
في المعادلة السابقة المواطن وحده الخاسر، فأسعار حجوزات المنتجعات السياحية والشاليهات البحرية خلال فترة الصيف تغطي الخسارة الطفيفة التي يمكن أن يتعرض لها أصحابها مع إلغاء الحجوزات، لكن ماذا بالنسبة للمواطن الذي يعمل كسائق تاكسي ويعيل أسرته من هذا المردود المادي، بالتأكيد هو لن يمضي هذا العيد مرتاحاً خصوصاً أنه كان فرصة كبيرة لزيادة الدخل واستثمار الفائض منه لاحتياجات المؤونة ومصاريف المستلزمات المدرسية لأولاده.
إذاً في الأمر سوء تخطيط وتنفيذ كبيرين أديا لمعاناة سُتلقي بكاهلها على عاتق المواطن، الذي بات جسده “لبيساً جداً”، ويتسع لكثير من رقع سوء التخطيط والأداء الإداري لبعض المسؤولين.
اقرأ أيضاً: البطاقة الذكية تدخل عالم المحروقات باللاذقية