إقرأ أيضاالرئيسيةسناك ساخرقد يهمك

الفاسدون جمعوا مليارات من حصار دير الزور.. ماذا فعلت الحكومة؟

سناك سوري – خاص

بعد أربع سنوات من الوجع والحصار المرير تذكر مجلس الوزراء السوري وجود مدينة اسمها دير الزور وقرر الاهتمام بأهلها وتقديم المساعدة والدعم لهم.

دير الزور التي بقيت محاصرة طوال السنين الماضية كانت تعاني من فقدان المواد الأساسية للمعيشة، وفي كل يوم كان هناك مناشدات للحكومة لكي تزيد عدد الرحلات الجوية إليها وتزيد من المواد الغذائية المرسلة للجائعين.

شريان حياة الدير كان عبارة عن طائرة “يوشن” عسكرية تحمل معها احتياجات المدنيين والعسكريين المحاصرين معاً في تلك المنطقة، في وقت كانت تتحكم فيه المحافظة آنذاك بتوزيع المواد على السكان.

المواد المرسلة كانت مدعومة من المنظمات الدولية بأغلبها، وكثيراً ما نظم الأهالي خارج المحافظة حملات مناصرة لمساعدة الدير الجائعة.

حكومة الفقراء قررت اليوم فتح جسر جوي بين دمشق ودير الزور لإعادة الأهالي إلى بيوتهم في المحافظة، لكن هذا الجسر الجوي لم يتم فتحه عندما كان الأهالي الموجودين في الدير جائعين، ولم يفتح لنقل الطعام، فعن أي جسر تتحدثون اليوم، وما أهمية الجسر لنقل الناس إلى دير الزور مقارنةً مع نقل الطعام والحليب والدواء لعشرات آلاف المدنيين الذين كانوا يذوقون الأمرين من عذاب الحصار!!!.

جرحى ومرضى الدير سيكون بمقدورهم اليوم أن يركبوا الطائرة لكي ينقلوا إلى دمشق للعلاج، هكذا قالت الحكومة التي لم تفعل شيئاً يذكر خلال كل السنوات الماضية لضمان العدالة في نقل المرضى خلال فترة الحصار، فكان بعض المرضى يموتون بعلتهم بينما ينقل البعض الآخر إذا جرحت يده.

شريان حياة الدير كان الفساد يلعب به لعباً،  وخلال كل تلك السنين كان من يدفع من المدنيين يستطيع أن يركب الطائرة لكي يسافر ويعالج في دمشق وعلى مرأى ومسمع من كل المعنيين في المحافظة وفي الحكومة، ولطالما اشتكى الأهالي من هذا الحال وتحدث الإعلام عنه، حتى أن الصحف العربية كتبت عن الظلم في الدير والفساد في الطيران.

لم تفعل الحكومة شيئاً أمام شكاوي الأهالي حول الظلم الذي كانوا يتعرضون له في توزيع المساعدات من قبل المحافظة، يقول الأهالي إن البعض كانوا يحصلون على المساعدات مرات متعددة فيما البعض الآخر يحصل مرة واحدة، دون عدالة أو رقابة، فالتوزيع حسب أهواء مكتب المحافظ، وقد اتهموا العاملين فيه بالفساد وأخذ الرشوى.

سماسرة المساعدات والسفر جمعوا أموالاً طائلة خلال سنين الحصار تحت أعين الحكومة والمسؤولين المحليين، حيث كان هؤلاء السماسرة يأخذون حوالي 250 ألف ليرة سورية مقابل السماح لشخص بالسفر على متن الطائرة إلى دمشق للعلاج أو الدراسة أو الهجرة من الدير …. إلخ.

الفساد وصل إلى معبر النهر الواقع في حي البغيلية والذي لطالما اعتمد عليه الأهالي في تهريب المواد قبل أن يسيطر عليه من قبل مقاتلين محليين، عاثوا الفساد فيه وراحوا يبتزون المواطنين.

الحكومة اليوم تريد القول أنا موجودة (شوفوني) لكن ما نفع أنها موجودة اليوم، بعد أن غابت 4 سنوات، ووقفت تتفرج على الفساد في الدير وجوع الأهالي وموت المرضى.

كلام الحكومة عن الجسر الجوي هو كلام إعلام وليس كلام فاعلين مسؤولين، فلو كانوا كذلك لرأيناها فعلاً عندما كانت الدير محاصرة تقيم جسراً جوياً لها، وتحاسب المسؤولين عن الفساد فيها، وتكافح السماسرة ووو … إلخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى