أوركيديا.. 80 شاباً وشابة يعزفون للحياة رغم الانقطاع والخوف
الفرقة فقدت تالا في الاشتباكات لكنها تركت خلفها لحناً صار نشيداً يرافق كل حفلة وبروفة

في تموز الماضي، فقدت فرقة كورال “أوركيديا” الشابة واحدة من أصواتها المشرقة، “تالا”، التي رحلت خلال الاشتباكات الدامية في السويداء، لم تكن مجرد عضو في الفرقة، بل كانت صوتاً يحمل حلماً، وملحنة كتبت بشغف ما أرادت أن تراه يُغنّى على المسارح.
سناك سوري-رهان حبيب
رغم الحزن، قرر أعضاء الفرقة ألا يصمتوا، عادوا إلى البروفات، أدّوا ما كتبته ولحنته تالا، ووقفوا على المسرح ليغنوا لها، ومن خلالها، لم يكن ذلك مجرد تكريم، بل كان تأكيداً على أن الفن بالنسبة لهؤلاء الشباب حياة، ووسيلة للمقاومة الهادئة في وجه واقع مضطرب.
من هنا تبدأ قصة كورال أوركيديا، مشروع موسيقي فني شبابي في مدينة السويداء، وصل عدد أفراده إلى نحو 80 عازفاً\ة، ومغنياً\ة، معظمهم من طلاب الجامعات الذين توقفوا عن الدراسة بسبب الظروف الأمنية، لكنهم لم يتوقفوا عن الغناء.
بجهود الشباب والشابات
تقول مؤسسة الفرقة “فرح الحسين” 20 عاماً وطالبة طب أسنان لـ”سناك سوري”: «تأسس كورال أوركيديا بشهر شباط عام ٢٠٢٤ التي أسميناها أوركيديا تيمُّنا بمقطوعة للموسيقار إياد ريماوي، لأننا اتخذنا من أسلوب ريماوي الكثير من المرتكزات لفرقتنا التي نشأت بجهود شباب وشابات نحلم معا بالتميز وتقديم صوتنا وشغفنا الموسيقي للعالم».
فرقة وكورال أروركيديا ضمت ضمن صفوفها عازفين وعازفات على آلة الكمان، و العود، و تشيلو و إيقاع قانون و نايو فلوت، و غيتار، كلارينيت وبيس معظمهم من الطلاب الجامعين الذين تقدموا بما امتلكوا من مهارات موسيقية فنية وأصوات جميلة، وهم في الوقت الحالي منقطعون عن الدراسة بفعل الظروف التي تمر بها المحافظة لكنهم تابعوا العمل الفني رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم كشباب بعد أحداث السويداء الدامية.

تقول “الحسين”، إنهم ورغم قساوة الظروف وخسارتهم لـ”تالا” أحد أعضاء الفرقة خلال الاشتباكات في السويداء تموز الماضي، قرروا العودة للبروفات، تضيف: «قمنا بأداء ما كتبت ولحنت تالا على مسرح وقمنا بعدة فعاليات تكريما لذكرى شابة كانت ترى في القادم حلماً واملاً كبيراً».
واستمرت البروفات دون انقطاع وحظيت الفرقة بدعم من مدرسة الشمس الخاصة، وفق “الحسين”، «ليكون لدينا مكان مناسب للبروفات والحفلات وهذه خطوة نثمنها كشباب ونقدر ثقة الإدارة ودعهما».
الحسين في حديثها عن أهمية الفن للشباب تخبرنا أنهم كشباب لايملكون الا الغناء والعزف وسيلة للتعبير والدعوة للسلام والمحبة وتضيف: «الموسيقا صوتنا وسلاحنا الوحيد الذي يحاكي أصوات الشباب وطموحهم اليوم نحاول نشر موسيقانا في المدينة والريف وإلى كل مكان يمكننا الوصول اليه، ننقل له عبر مقطوعات منتقاة رسائل الطرب والغناء والجاد ننقل الفرح والأمل بعالم يسوده التسامح والمحبة».

المايسترو الشابة تعتمد وفرقتها على جهودهم الخاصة ومواهبهم في تطوير الفرقة والمساهمة في حفلات وفعاليات محلية وتقديم أفضل مالديهم، طموحهم إنتاج مشاريع موسيقية خاصة للفرقة تحتاج لامكانيات مادية كبيرة غير متوفرة بالوقت الحالي لكن الشباب مستمرون على أمل تحقيق الحلم بما امتلكوا من مهارات تظهر جلية في كافة الأنشطة والحفلات التي قدمتها الفرقة وآخرها حفل تكريم طلاب الأولمبياد في السويداء.








