أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

صحيفة الثورة تصوّر دعاة الدولة المدنية كفئران .. إساءة مباشرة أم نقد بنّاء؟

الصحيفة الحكومية تنتقد المطالبة بالشفافية .. وزير الإعلام: ستكون منبراً للحوار

نشرت صحيفة “الثورة السورية” الرسمية اليوم رسماً كاريكاتيرياً يسخر من الداعين لإقامة دولة مدنية في البلاد والمطالبين بالشفافية.

سناك سوري _ دمشق

ويصوّر الرسم الكاريكاتيري دعاة الدولة المدنية على أنهم فئران يخرجون من بقايا تماثيل تشبه تماثيل رئيس النظام المخلوع “بشار الأسد”.

كاريكاتير صحيفة الثورة

المشهد رأى فيه كثيرون انحيازاً واضحاً للصحيفة في الاصطفاف السياسي، بل يعدّ إساءة شخصية تهدف لتشويه صورة كل من ينادي بدولة مدنية وبالشفافية، ويبدو من المستغرب أن هذه المطالبات تزعج القائمين على الصحيفة “الرسمية”، والتي تنطق بطبيعة الحال باسم الحكومة، فهل المناداة بدولة مدنية أو بالشفافية بات مصدر إزعاج للحكومة؟.

أيُّ دولةٍ إذن؟

في خطابه مؤخراً ضمن فعاليات منتدى “الدوحة”، تناول الرئيس الانتقالي “أحمد الشرع” المسألة الديمقراطية في مرةٍ نادرة، دون أن يأتي على ذكر مصطلح “الديمقراطية” بشكل مباشر، لكنه قال أن “سوريا” بلد متطور قائم على الانتخابات، مضيفاً أن مبدأ اختيار الشعب لمن يحكمه مبدأ أساسي.

ماذا تريد صحيفة الثورة؟

إذا كانت المطالبة بدولة مدنية وشفافية تدفع صحيفة “الثورة” لتصوير دعاتها كفئران، فأيُّ دولة تريد الصحيفة؟ هل تريد دولة دينية مثلاً؟ في وقتٍ يتسم فيه المجتمع السوري بتعدّد مكوناته ومذاهبه وطوائفه وإثنياته، بينما تقول وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل “هند قبوات” مثلاً إن ترخيص منظمة يهودية يعدّ رسالة قوية من الدولة السورية بأنها لا تميّز بين دينٍ وآخر.

غسان عبود يهاجم وزير الإعلام عبر الإخبارية .. والمصطفى يلوّح باللجوء للقضاء

أم هل تدعو الصحيفة لدولة “عسكرية” على غرار نظام حزب “البعث” الذي عانى منه السوريون أكثر من 6 عقود؟، هل سرعان ما انتاب الحنين صحيفة “الثورة”؟.

وكانت وزارة الإعلام قد أطلقت النسخة الورقية من صحيفة الثورة في 1 كانون الأول الجاري، وقال وزير الإعلام “حمزة المصطفى” في تلك المناسبة أن إعادة إطلاق الصحيفة تمثّل استعادة صوت سوريا الحر الذي أسكتته الرقابة الأسدية طويلاً، وإعادة الصحافة لدورها الطبيعي مرآةً لوجع الناس وحياتهم وآمالهم، مضيفاً أن الجريدة ستكون منبراً للحوار والنقد البنّاء في زمن يستعيد به الإعلام السوري رسالته الوطنية.

فهل يمثّل هذا الكاريكاتير صوت سوريا الحر؟ أم يعكس وجع الناس وآمالهم؟ أم هو جزء من النقد البنّاء؟.

يذكر أن الصحيفة حذفت منشور الكاريكاتير، فيما كتب رئيس تحرير الصحيفة نور الدين الاسماعيل عبر صفحته الشخصية اعتذاراً عن الكاريكاتير وقال أنه لم يكن موفقاً في إيصال الفكرة وفهمت في غير سياقها وبشكل مغلوط، مبدياً اعتذاره للسوريين عن أي خطأ غير مقصود على حد قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى