لقي الشيخ “ماهر فلحوط” حتفه تحت التعذيب في السويداء، لتكون الحادثة الثانية من نوعها خلال أقل من يومين، حيث سبق وأن قتل الشيخ “رائد المتني” بالطريقة ذاتها، الأمر الذي أثار غضب الكثير من ناشطي السوشيل ميديا الذين استعادوا ذكرياتهم مع الموت تحت التعذيب والأمل الذي رافقهم بعد سقوط النظام السابق بانتهاء هذه الجريمة.
سناك سوري-السويداء
الناشطة والصحفية فرح يوسف، تساءلت متى سيصبح خبر “القتل تحت التعذيب” ماضي في سوريا، وأضافت: «في أمل يصير للسوري قيمة يوماً ما؟».
بدوره الكاتب والشاعر أنور عمران، قال: «كل ما سمعت انو حدا مات تحت التعذيب بأي مكان بتذكر أخي عدنان عمران اللي استشهد بصيدنايا تحت التعذيب… وبيصيروا كل اللي ماتوا تحت التعذيب إخوتي».
“ما أصعب هالجملة….تحت التعذيب!”، يقول “عمران”، ويتساءل كيف لشخص أن يعذب أحداً حد الموت، وكيف يمكن أن يعذب أساساً.
رئيس المركز السوري للعدالة والمساءلة، “محمد عبد الله”، قال: «في جريمة قتل شخص تحت التعذيب، ببلد قامت فيها ثورة حرفياً رفضاً لاعتقال أطفال وتعذيبهم، ثورة كشفت وأسقطت أبشع نظام تعذيب في العالم بعد النازية».
لكن “عبد الله” قال أيضاً “تعالوا نسأل شو ردة فعل الجمهور؟”، وأضاف: «إذا الطرف الفاعل خصمنا السياسي: ندين الجريمة النكراء بأشد العبارات ونهاجم الطرف الفاعل ونطالب بالمحاكمات والعدالة… ونهاجم الصامتين الكلاب يلي آخذين وضعية المزهرية».
ويتابع: «إذا الفاعل حليفنا السياسي/من طائفتنا/من قوميتنا راح نسمع هراء من قبيل: أخطاء فردية… تحصل بأي بلد بالعالم… شوفوا الثورة الفرنسية كم حدا مات فيها… صار في محاكمات ميدانية وتطبيق حكم إعدام … وزير الداخلية اعتذر ومشي الحال… يلي مو عاجبه يعوي .. هدول خونة».
الناشطة رنا الشيخ علي، اعتبرت أنه لا يوجد جملة أقسى من “الموت تحت التعذيب”، وقالت إن «وقعها على قلوب كل السوريين مرهق وأسود كالح، ومعقد، ومهين، ومحبط تفسير كيف لسا عم تمر عادي بسياقات وحيوات السوريين».
ودعت السوريين «ليقولوا لا، ويرفضوا كل سلطة تستقوي على الناس لانه ما اختاروا يكونوا من لونها، وكل سلطة شو ما كان مصدر شرعيتها سواء دينية او سياسية أو عسكرية مفكرة إنها فوق أي اعتبار وفوق أي قانون».
ولم يعلق الحرس الوطني وهو تجمع للفصائل تم تشكيله عقب أحداث تموز الأخيرة لتوحيد الفصائل المحلية في السويداء، على أخبار مقتل “المتني” أو “فلحوط”، اللذين اعتقلتهما قوات الحرس قبل أيام.
واكتفى الحرس الوطني بإصدار بيان عقب تداول فيديو يوضح تعرض “المتني” للتعذيب والإهانة قبل مقتله، قال فيه إنه «تم توقيف واحتجاز عنصرين من منتسبي الحرس الوطني إثر ارتكابهم تصرّفاً مخالفاً للانضباط العسكري ومنافياً للعادات والتقاليد، اليوم خلال عملية توقيف عدد من الأشخاص كانوا يخططون لعمل مشابه لما حصل في شهر تموز الفائت بإدخال عصابات الإرهاب من دمشق عنوة بتخطيط منظم».
وأكد الحرس الوطني أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وفقاً للأنظمة الداخلية والقوانين العسكرية المعمول بها، بما يضمن حفظ النظام والانضباط المؤسساتي، إلا أنه بعد يوم واحد من صدور البيان تم العثور على جثمان “المتني” وفي اليوم التالي على جثمان “فلحوط”.
يذكر أن سوريا شهدت العديد من جرائم “الموت تحت التعذيب”، في حلب وحمص، بعد سقوط النظام لكن الجديد كان خروج أصوات تندد بالجريمة وتطالب بمعاقبة الجاني أياً كان منصبه.








