أثار تصريح العقيد الوليد عرابي، معاون مدير إدارة الهجرة والجوازات، موجة غضب بين ناشطين وناشطات، بعد أن وصف كل من لم يزر سوريا عقب سقوط النظام بأنه من “الفلول” أو من “أذنابه”، واعتبر كثيرون أن في تصريحه تخويناً لفئة واسعة من السوريين، قد يكون من بينهم من لا يملك حتى ثمن تذكرة العودة إلى بلده.
سناك سوري-دمشق
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت قراراً بتخفيض مدة جواز السفر إلى عامين ونصف، بعد أن كانت 6 سنوات منذ سقوط النظام، وتعليقاً على القرار قال “عرابي” في لقاء مع تلفزيون سوريا مساء أمس الأربعاء: «لدينا تسجيل حركة 3 ملايين مواطن سوري بشكل نظامي، أغلب السوريين في الخارج عادوا إلى البلاد، وبقي من لم يصحح وضعه ولم يسجل دخول وخروج هم أشخاص كانوا من أذناب النظام السابق أو فلول النظام السابق».
وقال الصحفي “عبد المعين حمص” في منشور له بالفيسبوك، إن «معظم الناس يلي تهجرت ب 2018 من الغوطة بحكم أني أبن الغوطة وأكيد في كتير ناس نفس الحالة من غير مناطق، ما تيسرت معاهم النزلة شي لمشاكل أوراق وشي مالي وشي لتنين سوا…الخ. تجي هلق يا سيادة العقيد تعمل الناس فلول ومن أذناب النظام؟».
وانتقد تخوين الناس في الخارج، وقال: «جزء كبير منهم ضالين ليشيلو كتف عن أهاليهم. روح اعتذر واستقيل لأن أمثالك ما خرج يكونو موظفين ليكونو مسؤولين».
الشاعرة “صافي أحمد” قالت إن كلام “عرابي” غير مقبول، وأضافت: «نحن لا نقل ثورية عنك يا سيادة العميد، ولو كنتم مهتمين لأمر المهجرين بسبب إجرام النظام لعرفتم أننا في دول لم تصدر لنا قانونا بالسماح لزيارة البلد خاصة أننا لم نحصل على الجنسيات بعد، وأن الذي سيذهب لزيارة سورية مهدد بإلغاء إقامته الالمانية، وإعادته لسورية نهائيا.. والعودة والله هي غايتنا لو أننا كنا نملك مسكنا أو ما يعيننا على الحياة في سورية ولكن قدر الله أننا فقدنا بيوتنا وفقدنا كل شيء ولو عدنا اليوم للبلد سنكون عالة على الدولة».
وطالبت الشاعرة حكومة بلادها أن تتواصل مع الدولة الألمانية لتسمح للسوريين بالسفر إلى سوريا لو لمرة واحدة، وقالت: «الوليد عرابي مطالب باعتذار لكل سوري حر لم يستطع الدخول لسورية بسبب قوانين بلاد اللجوء».
بدوره قال الصحفي “محمود حميدان”: «صرنا فلول أو أذناب النظام البائد لأن ما استطعنا نزور البلد بأول سنة من التحرير؟»، وأضاف: «مصيبة إذا ما بتعرف أنه كتير من أذناب النظام كانت حركتهم نظامية وكتير منهم دخلوا البلد بينما وضع اللاجئين ببلدان الجوار أو أوروبا كتير معقد وسفرهم مو قرار سهل وميسر»، مطالباً “عرابي” باعتذار علني.
وتبقى تصريحات المسؤولين موضع مساءلة، خاصة حين تمس شريحة واسعة من السوريين في الخارج، الذين فرقتهم الحرب وتمنعهم الظروف القانونية أو المادية من العودة، وقال مواطنون إنهم يتوقعون من مؤسسات الدولة تعاطفاً وفهماً لواقعهم، لا تصريحات تعمق الجراح بدل أن تساهم في الترميم.








