تثير حملة “أبشري حوران”، التي أُطلقت لمساندة الأهالي في الجنوب السوري وجمعت أكثر من 44 مليون دولار أميركي، نقاشاً متزايداً حول آلية تواصلها مع الجمهور ودرجة الشفافية في عرض نتائجها، فمن حق المتبرعين أن يطّلعوا على ثمرة تبرعاتهم عبر نفس المنصات التي دعوا من خلالها للمشاركة، لا عبر قنوات متفرقة، فوضوح المعلومات واستمرار التحديثات يمثّلان جوهر الثقة بين القائمين على الحملة والمجتمع الذي تتوجه إليه.
سناك سوري-درعا
الرأي السابق هو لابن محافظة “درعا”، الصحفي باسل منصور، الذي كتب عبر حسابه في فيسبوك منشوراً مطولاً، قال فيه إن «الحملة أُقيمت لحوران، ونتائجها يجب أن تُعرض لحوران وأهلها، وهذا من أبسط مبادئ الشفافية، مع التأكيد على أن النشر يجب أن يتم عبر الصفحات الرسمية للحملة والموقع الإلكتروني المخصص لها».
واقترح «تعزيز الجانب الإعلامي للحملة من خلال خطة تواصل واضحة وتحديثات دورية توثق مراحل العمل، بما يضمن استمرار الثقة والمصداقية تجاه المتبرعين والمجتمع المحلي… من الضروري تعيين شخص مختص بالإدارة الإعلامية، على أن تُصرف أتعابه من المصاريف اللوجستية للحملة إن وُجدت، أو إشراك متبرعين ومتطوعين جدد لتغطية هذا الجانب الحيوي».
لا معلومات عن كيفية صرف الأموال
عبر صفحة الحملة الرسمية بالفيسبوك، كان آخر منشور نشر فيها بتاريخ 21 أيلول الفائت، وهو عبارة عن إعلان للتقاعد مع حفارات آبار مرخصة لتنفيذ أعمال حفر آبار في قرى المحافظة، ومع ذلك لم يذكر لاحقاً عن المشاريع وأين ستحفر تلك الآبار وكم ستكلف مثلاً.
والمثال ذاته ينطبق على منشور إعلان آخر حول ترميم مدارس في المحافظة.
الحال ذاته على موقع الحملة الإلكتروني، والذي يقول القائمون على الحملة خلاله: «نؤمن أن الشفافية هي الأساس لبناء الثقة، وأن الحوكمة الرشيدة هي الضمان لتحقيق الأثر الحقيقي، لذلك وضعنا آليات واضحة تضمن إدارة رشيدة للتبرعات وتنفيذ المشاريع وفق أعلى معايير النزاهة والجودة»، دون الكشف عن تلك الآليات بشكل علني.
في حملة “دير العز” مثلاً، بدأ القائمون عليها مؤخراً بذكر المشاريع التي بدأوا بتنفيذها بشكل علني، كذلك ماذا ستكلفهم وكم رصدوا لها من أموال الحملة، وهذا الأمر يشجع الكثير من المتبرعين للتبرع طالما يعلمون أين تذهب أموال تبرعاتهم.
ورغم أن الحملة أكدت في تعريفها الرسمي التزامها بمعايير النزاهة والحوكمة الرشيدة، إلا أن غياب البيانات التفصيلية والتحديثات الدورية يفتح الباب أمام التساؤلات حول كيفية إدارة الأموال وآليات التنفيذ، ففي العمل الإغاثي، لا يكفي جمع التبرعات وتحقيق الأرقام، بقدر ما تبرز أهمية الشفافية التواصلية التي تطمئن المتبرعين وتمنح المستفيدين شعوراً بالثقة والانتماء.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم ينشر القائمون على حملة “أبشري حوران” عبر معرفاتها الرسمية أي توضيح رسمي حول المشاريع المنفذة فعلياً أو نسب الإنجاز في القطاعات التي أُعلن عنها سابقاً، رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على آخر منشور رسمي.







