وزير الاتصالات يدعو لتمكين المرأة .. وغياب نسائي عن اجتماعات الوزارة ومناصبها العليا
طاقمه الاستشاري بدون حضور نسائي .. هيكل يرفض التمكين الرمزي ويدعو لمشاركة فاعلة للنساء

قال وزير الاتصالات السوري “عبد السلام هيكل” أن وزارته وضعت تمكين المرأة على رأس أولوياتها، في وقتٍ أظهرت فيه صور الاجتماعات الرسمية للوزير منذ توليه منصبه غياباً شبه تام للنساء ضمن ممثلي الوزارة.
سناك سوري _ دمشق
وخلال اجتماعه اليوم اجتماعاً تشاورياً مع وفد من السيدات الرائدات في مختلف القطاعات لبحث التحديات التي تواجه المرأة في قطاع تقانة المعلومات وسبل تمكينها وتعزيز مشاركتها في التنمية الرقمية، أكّد “هيكل” أن الحديث لا يتناول التمكين الرمزي للمرأة، بل المشاركة الفاعلة للنساء في صياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي في سوريا.
وأضاف “هيكل” أن القطاع التقني في أمسّ الحاجة إلى طاقة النساء الإبداعية وريادتهنّ في الإدارة والتنفيذ، موضحاً أن دور الوزارة يكمن في تهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية التي تضمن فرصاً متكافئة وتمنح هذه الخبرات الفرصة للمساهمة في بناء مستقبل يعتمد الإبداع والتقانة كنهج أساسي.
أزمة التمثيل السياسي في سوريا خلال المرحلة الانتقالية “الفجوة التمثيلية للنساء والشباب”
وبحسب الصفحة الرسمية للوزارة، فإن اللقاء الذي جمع الوزير مع 26 سيدة مثّلن مجالات مختلفة في ريادة الأعمال والتقنيات الحديثة والتعليم الجامعي والإدارة التنفيذية في القطاع الخاص، شهد الإعلان عن إطلاق مجموعة عمل تعنى بتمكين المرأة في قطاع تقانة المعلومات تنسّق أعمالها مع المجموعات الوطنية ذات الصلة، وتقترح برامج ومبادرات تستجيب لاحتياجات النساء في القطاع.
وبينما نقلت صفحة الوزارة تصريحات الوزير بطبيعة الحال، فقد نقلت أيضاً تصريح مستشار الوزير للابتكار وريادة الأعمال “أحمد سفيان بيرم”، واكتفت بنقل رأي المشاركات بالجملة دون تصريح خاص لإحدى الحاضرات باعتبار الاجتماع مخصصاً لتمكين المرأة وإفساح المجال للتعبير عن نفسها.
غياب النساء عن اجتماعات الوزير وفريقه
ومنذ توليه الوزارة مع تشكيل الحكومة الحالية في 30 آذار الماضي، أجرى الوزير “هيكل” العديد من الاجتماعات واللقاءات والزيارات الخارجية، غابت عنها النساء بشكل شبه تام.
ففي 23 أيار الماضي نشرت صفحة الوزارة خبر لقاء الوزير “هيكل” وفريق عمل الوزارة مع السفير الفرنسي “جان باتيست فافر”، ولم تظهر أي امرأة في الصورة التذكارية بين فريق العمل الوزاري.

الأمر ذاته يتكرر في بقية اجتماعات الوزير ولقاءاته الرسمية، وحتى زياراته الخارجية مثل الزيارة التي أجراها إلى “السعودية” أو “الأردن”، واللقاءات الثنائية التي جمعت الوزير بزملائه في الحكومة السورية مثل لقائه مع وزراء الثقافة والداخلية والنقل.
من جانب آخر، فقد عيّن “هيكل” 3 مستشارين هم “علاء حمزاوي” و”أحمد سفيان بيرم” و”عبد الله العلبي” دون اختيار أي امرأة في الطاقم الاستشاري.
كما أن الإدارات والهيئات التي تتبع للوزارة مثل “الشركة السورية للاتصالات” و”المؤسسة السورية للبريد” وغيرها يتولاها مدراء من الرجال بالكامل، والبعض منها لم يصدر قرار تعيين رسمي لمدراء جدد بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها، وبالتالي تغيب النساء عن مواقع الإدارة العليا في الوزارة.
وبينما يبدو اجتماع الوزير مع رائدات الأعمال خطوة إيجابية تحجز خلالها قضية تمكين المرأة دوراً في جدول أعمال الوزارة، فإن إشارته إلى عدم الاكتفاء بالتمثيل الرمزي للنساء والتوجه إلى تعزيز المشاركة الفعلية للنساء، تتطلب خطوات عملية وملموسة تجسّد الثقة بقدرات النساء وتمنحهنّ دوراً قيادياً في عمل الوزارة واجتماعاتها وطاقمها الاستشاري وإداراتها العليا، علماً أن ضعف التمثيل النسائي لا يقتصر على وزارة الاتصالات وحدها، بل يشمل معظم الوزارات ويتفاوت بين وزارة وأخرى، وربما يعبّر وجود وزيرة واحدة في الحكومة مقابل 22 وزيراً عن واقع تمثيل النساء في العمل الحكومي.