
يستمر الإضراب بشكل متفاوت بين المدارس في محافظة اللاذقية، اليوم الأحد، والذي بدأ منذ يوم الخميس الفائت، بعد يوم واحد من حادثة اختطاف الطفل “محمد قيس حيدر” من أمام مدرسته في مدينة اللاذقية.
سناك سوري-خاص
وقالت “سمر” وهي أم لثلاثة أطفال يدرس كل واحد فيهم بمدرسة مختلفة باللاذقية، إنها أوصلت أطفالها هذا الصباح، لكن بسبب عدم حضور إلا قسم قليل من التلاميذ عادت بهم إلى المنزل، وأضافت لـ”سناك سوري”، إن دوام ابنها الصغير كان بعد الظهر ولم ترسله أيضاً.
كذلك الحال بالنسبة لابراهيم، الذي لم يرسل طفلته إلى مدرستها، حيث كان الطريق خالياً من الأطفال، معرباً عن مخاوفه من استمرار الإنفلات الأمني، خصوصاً بعد سماعه بخبر فقدان الاتصال مع سيدة في الدعتور الحي القريب من حي المنتزه حيث يعيش “ابراهيم”.
كذلك الحال في العديد من المدارس بمدينة جبلة، وفي ريفي اللاذقية وجبلة، وسط استمرار المخاوف من الإنفلات الأمني، وتضامناً مع عائلة الطفل المختطف والذي لا معلومات عنه حتى اليوم بعد نحو 5 أيام على اختطافه.
معلمة في إحدى مدارس مدينة اللاذقية، قالت لـ”سناك سوري”، مفضلة عدم الكشف عن اسمها، إنها لم ترسل طفلها إلى المدرسة، بينما هي ذهبت للدوام نتيجة التشديد الكبير عليهم، وأضافت أنها تعلّم الصف الرابع، وعادة ما تضم الشعبة نحو 50 طالباً، لم يحضر منهم سوى 5 اليوم وواحد منهم ابن معلمة في المدرسة.
وقدرت المعلمة عدد طلاب المرحلة الأولى الذين داوموا اليوم بأقل من ربع عددهم الفعلي.
بينما قالت مديرة إعدادية، إن عدد الطالبات اللواتي التزمن بالدوام اليوم بكل المدرسة، لا يتجاوز 25 طالبة، من أصل 800 طالبة في المدرسة.
بالتزامن مع ذلك، شهدت بعض الصفحات المحلية تحريضاً كبيراً بحق المعلمين والطلاب المضربين عن الدوام، وسط حملة تخوين كبيرة ومطالب بمعاقبة كل معلم ومعلمة استجابوا للإضراب، الأمر الذي يفاقم المشكلة أكثر.
وفي الوقت ذاته، شهدت مدينة اللاذقية حادثة اختفاء جديدة لسيدة، وسبق أن أكدت مصادر مقربة من “سمر اسماعيل”، فقدان الاتصال بها منذ ظهر أمس السبت في حي الدعتور.
التربية تؤكد على الالتزام بالدوام
في غضون ذلك، قال مدير التربية في اللاذقية، “وليد كبولة”، في بيان: «بخصوص الحادثة المؤسفة المتعلقة بخطف الطفل “محمد قيس حيدر”، نود أن نوضح أن الجهات الأمنية المختصة تتابع عملها بشكل مكثّف في التحقيق في ملابسات هذه الجريمة، وتبذل قصارى جهدها للوصول إلى الفاعلين وإعادة الطفل إلى أحضان عائلته بأسرع وقت ممكن».
وأكد البيان على «أهمية الالتزام بالدوام الرسمي في كافة المدارس ضمن مدينة اللاذقية، مع أخذ الحيطة والحذر، والتعاون مع الأجهزة المختصة في حال توفر أي معلومات قد تساهم في سير التحقيق»، متمنياً عودة الطفل إلى ذويه سالماً بأسرع وقت ممكن.
الشيخ هادي قنجراوي: ثقافة العلم هي ما يحتاجه المجتمع
وكان الشيخ “هادي قنجراوي” أحد مشايخ الطائفة العلوية، قد قال في بيان سابق يوم الجمعة، إن قضية اختطاف الطفل “محمد حيدر”، إنسانية لا تحمل أي بعد طائفي أو سياسي، مضيفاً أن الهدف من الاضراب والاعتصام الضغط على الخاطفين لإعادة الطفل، وتنبيه السلطة الحالية إلى زيادة حجم الجريمة في المحافظات السورية.
وأضاف أنه ليس مع استمرار الإضراب عن المدارس، «لأن ثقافة العلم هي أهم ما يحتاجه المجتمع في هذه المرحلة الحساسة»، وقال إن «ثقافة الاضراب السلمي والاعتصام السلمي اللا عنفي هو أمر يدعو للفخر ويدعونا لان نتمسك بالتماسك المجتمعي ففي وقفة يوم الخميس السلمية كان المسيحي والسني والعلوي لا لأجل السياسة ولا لأجل الطائفة وإنما لأجل الإنسان».
احتياطات في المدارس
وأعلنت إعدادية “جهاد خير بك” في مدينة جبلة عن عدة إجراءات لضمان أمن الطلاب، مثل إحضار الأهالي لأطفالهم إلى المدرسة قبل الساعة 7.30 صباحاً، وعدم دخول الأهالي إلى حرم المدرسة، وعدم حضور أي شخص لأخذ الطالب سوى أهله حصراً وللحالات الطارئة.
بين مخاوف الأهالي على أطفالهم بعد خطف “محمد”، واستمرار حالة الاختفاء لنساء، تعيش اللاذقية حالة من الترقب والقلق، بانتظار أن تحمل الساعات المقبلة خبراً مطمئناً عن “سمر” و”محمد” معاً، يعيد بعض الطمأنينة إلى مدينة باتت تخاف على أبنائها في طريق المدرسة.