
استذكر “فادي سمان” خاله “رفيق سكاف” الذي قارع الاحتلال الإسرائيلي وخسر حياته في معركة 1967، ولاحقاً تم تسمية مدرسة في اللاذقية مسقط رأسه باسمه، قبل أن يتم تغييرها اليوم لتصبح “المقداد بن الأسود”، الأمر الذي أكد “فادي” أنه لا يعنيه إطلاقاً، ومع ذلك فإنه قد يعني معظم السوريين، خصوصاً أنها ليست المدرسة الوحيدة التي خسرت اسمها لصالح أسماء جديدة حملت طابعاً دينياً في بعضها وطابعاً محلياً وثقافياً في بعضها الآخر.
سناك سوري-اللاذقية
يقول “فادي” في منشور له بالفيسبوك: «استشهد خالي رفيق سكاف بحرب عام ١٩٦٧ وهو ملازم أول احتياط ( و عمله المدني محامي )، جنازته جالت مدينة اللاذقية بكل أحيائها و تسابقت الاكف لحمل نعشه الطاهر من كل طوائف المدينة، اسم المدرسة لا يعنيني. أبداً. لأن ذكراه ستبقى خالدة مهما تغيرت السلطات و الأنظمة، خاض و بكل شجاعة المعركة وأصاب طائرة العدو ودخلت شظاياها مخترقة صدره وقلبه».
ويضيف نقلاً عن والدته: «كانت والدته الكفيفة تندبه و هي التي ولدته و هي كفيفة.. أي لم ترَ وجهه، وتقول يلي، شافك قلبي و ما شافتك عيوني»، واستعرض صوراً لخاله ولجنازته الضخمة في اللاذقية عام 1967.
القرار المتداول بتغيير اسم مدارس في اللاذقية، يبدو أنه صحيح فمدرسة “غسان حرفوش” غيرت اسمها بالفيسبوك لتصبح مدرسة “دار الحكمة” وهي ذاتها التي تضمنتها اللوائح المتداولة.
مدرسة “لؤي سليمة” التي تشكل ذاكرة بالنسبة لكثير من خريجيها، والتي حملت اسم الطيار الذي شارك في حرب 1967 وخسر حياته بينما كان يحارب المحتل الإسرائيلي، باتت تعرف اليوم باسم “زينب علي”، ومثلها مدرسة “سهيل أبو الشملات” التي أصبحت “مريم البتول”.
وجرى تغيير غالبية أسماء المدارس بما فيها التي تحمل أسماء الذين قاتلوا المحتل الإسرائيلي وخسروا حياتهم في المعركة، مثل أنيس عباس، التي باتت “عبد الله بن رواحة”، و”سهيل أبو الشملات” باتت “مريم البتول”، إضافة إلى تغيير أسماء مدارس سعد الله يوزباشي، ونبيل حلوم، وسلمان العجي وغيره، بينما حافظت مدرستا “يوسف العظمة” و”جول جمال” على اسميهما واللتان تحملان أسماء أحد أهم رموز السوريين.
ليست الأولى من نوعها
وسبق أن غيرت مديريات التربية في العديد من المحافظات أسماء بعض المدارس فيها، كما حدث في حلب مؤخراً، وأثار القرار جدلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما مع استبدال اسم مدرسة “نزار قباني” باسم “حذيفة بن اليمان”، حيث أبدى ناشطون استغرابهم من حذف اسم الشاعر السوري الأشهر في العصر الحديث والذي أمضى مسيرته الأدبية والشعرية في الكتابة عن الوطن ومهاجمة الاستبداد، ودفع ثمن ذلك سنواتً طويلة في المنافي حتى أنه فارق الحياة خارج بلاده، قبل أن يتدخل وزير الثقافة ويعود اسمها كما كان “نزار قباني”.
معايير التغيير
عقب الجدل الذي أحدثه تغيير أسماء المدارس في حلب، أصدرت وزارة التربية والتعليم توضيحاً، قالت فيه إن تغيير اسم المدرسة سيبدأ من اقتراح مديرية التربية والتعليم في المحافظات، على أن يراعي المعايير التالية:
- اسم المنطقة حيث يساعد على معرفة موقع المدرسة، مثال ( قدسيا الأولى – ركن الدين).
- العمق الديني والثقافي والتاريخي للمجتمع السوري، مثال (الإمام النووي – عمر بن عبد العزيز – فارس الخوري).
- الرموز الوطنية والشخصيات العلمية والثقافية المؤثرة في التاريخ (يوسف العظمة – شكري القوتلي -ابن النفيس – محمد فارس).
- الأسماء الملهمة للطلاب التي تعزز من انتمائهم الوطني والإنساني، مثال (الحرية، السلام، النور، الحكمة….)
ولا يبدو أن التغيير الجديد أقنع الكثير من سكان المحافظة، الذين أعرب بعضهم عن مخاوفه من فرض هوية جديدة معينة على المدارس خصوصاً بما يخص الجانب الديني.