
عادت “هيفاء أحمد” مع أطفالها إلى مدينتها القامشلي، مساء أمس الأحد بعد انتظار في استراحة الطبقة لعدة ساعات، كانت تأمل بعدها أن تصل إلى دمشق لتغادر إلى مكان إقامتها في لبنان، “هيفاء” لم تكن وحدها كانت مع عشرات الركاب الآخرين الذين عادوا أدراجهم نتيجة قطع الطريق بشكل مفاجئ.
سناك سوري-خاص
تقول “هيفاء” لـ”سناك سوري”، إنها حجزت مع إحدى شركات نقل الركاب من القامشلي إلى دمشق، وفي استراحة الطبقة (تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية)، توقفت الرحلة ومعها كل الرحلات والسيارات الأخرى.
السيدة التي بدأت رحلتها باتجاه دمشق منذ ساعات الصباح الباكر، عادت بعد ساعات طويلة من الانتظار إلى مدينتها دون أن تتمكن من السفر مساء اليوم ذاته؛ بسبب قطع الطريق من قبل الحكومة كما أخبروهم في المحطة.
مثل “هيفاء” كثير من الركاب الآخرين، بينهم كبار في السن يقصدون دمشق للعلاج، وطلاب جامعيين يقصدونها بهدف متابعة الدراسة، كذلك أصحاب أعمال، يعلق الطالب الجامعي “خالد العمر”: «أكاد أجزم أنه لا أحد منا ذاهب في رحلة استجمام، كلنا لدينا أعمال ستتعطل إن لم نصل بالوقت المناسب».
يضيف “خالد”، أنه وبعد جهد جهيد نجح بحجز مقعد له في شركة نقل، وكان يعتقد أنه سيصل إلى جامعته بيسر وسلام، لكنه عاد أدراجه مساء اليوم ذاته، وقال إنه شعر بالصدمة نتيجة مشاهدة المرضى وكبار السن والأطفال وحتى مرضى السرطان الذين يقصدون دمشق لأجل الجرعات الكيميائية، كلهم كانوا في العراء بعد مضي ساعات من التوقف في الطبقة.
افتتاح لمدة 10 دقائق!
مساء أمس افتتح الطريق لمدة نحو 10 دقائق تقريباً، وسُمح للحافلات التي لم تعُد بالمرور إلى وجهتها، بحسب ما أفادت به مصادر من شركات النقل، ليعود الطريق ويُقطع مرة أخرى وحتى ساعة إعداد هذا الخبر اليوم الإثنين، لا توضيحات رسمية أو افتتاح للطريق.
سائق حافلة في إحدى شركات نقل الركاب، قال لـ”سناك سوري”، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: «أمس الأحد انطلقت أكثر من 12 حافلة ركاب لأكثر من 6 شركات نقل من القامشلي إلى دمشق وبالعكس، وكلها تحمل مرضى وطلاب ومن يحتاج إنجاز معاملة في إحدى الدوائر الرسمية، ولم تصل أي منها إلى وجهتها».
بحسب السائق توقفت الحافلات التي كانت متجهة من القامشلي إلى دمشق عند استراحة الطبقة، كذلك تلك التي كانت قادمة من دمشق إلى القامشلي عند نقطة أثريا، وأضاف أنه علم بوجود قرار من الحكومة السورية بقطع الطريق دون معرفة الأسباب فيما سمع أيضاً أنه إجراء أمني.
حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لا يزال الطريق بين القامشلي ودمشق مقطوعاً، فيما ينتظر الركاب والمرضى والطلاب أي إعلان رسمي يوضح أسباب الإغلاق أو موعد إعادة فتحه، بينما تبقى رحلاتهم المؤجلة شاهداً على معاناة التنقل بين مدينتين يفترض أن يربطهما طريق واحد لا تقطعه القرارات المفاجئة.