أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

تغيير أسماء مدارس في حلب .. رموز دينية تحذف أسماء نزار قباني وحسن الخراط

إزالة أسماء رموز مقاومة الاحتلال .. وحذف اسم أول امرأة مثّلت حلب في البرلمان

تداولت صفحات محلية قراراً صادراً عن مديرية التربية في “حلب” يقضي بتغيير أسماء 128 مدرسة عبر استبدال أسماء لرموز من التاريخ السوري بأسماء جديدة.

سناك سوري _ حلب

وأثار القرار جدلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما مع استبدال اسم مدرسة “نزار قباني” باسم “حذيفة بن اليمان”، حيث أبدى ناشطون استغرابهم من حذف اسم الشاعر السوري الأشهر في العصر الحديث والذي أمضى مسيرته الأدبية والشعرية في الكتابة عن الوطن ومهاجمة الاستبداد، ودفع ثمن ذلك سنواتً طويلة في المنافي حتى أنه فارق الحياة خارج بلاده.

 

كما شمل القرار استبدال اسم مدرسة “حسن الخراط” بـ”الصفوة”، في وقتٍ يعدّ فيه “الخراط” واحداً من رموز الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، حيث قاد عدة معارك في الغوطة الشرقية ودفع حياته ثمناً لذلك في العام 1925.

وحذفت المديرية اسم “فوزي الجسري” واستبدلته بـ”العلياء”، رغم ما يحمله الاسم من رمزية في مدينة “حلب”، حيث كان “الجسري” لاعب كرة قدم في صفوف نادي “الأهلي” وخسر حياته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب تشرين عام 1973.

وأزيل اسم “فايز منصور” ليُستبدل باسم “السراج المنير”، في وقتٍ يبرز فيه اسم “منصور” كواحد من أبرز الطيارين الذين واجهوا القوات الإسرائيلية، ويُطلق عليه لقب “ثعلب الجو السوري” لما حققه من بطولات في إسقاط الطائرات الإسرائيلية قبل أن يفارق الحياة بعد أن لاحق سرب من طيران الاحتلال طائرته حتى أسقطها في الأجواء اللبنانية عام 1970.

وضمن التغييرات اللافتة كان حذف اسم “عائشة الدباغ” ليصبح اسم المدرسة “شارع النيل”، بينما يخلّد التاريخ اسم “عائشة الدباغ” كأول امرأة تمثّل محافظة “حلب” في مجلس الشعب، واشتهرت بمساهماتها الأدبية والشعرية فضلاً عن عملها بالتدريس في ثانويات “حلب”.

في المقابل، تم اختيار أسماء جديدة للمدارس مثل “فجر الإسلام” “المصباح المنير” “بدر الكبرى” “نور اليقين” “السراج المنير” “أولي العزم”، إضافة إلى أسماء شخصيات من التاريخ الإسلامي مثل “الإمام الغزالي” “أحمد بن حنبل” “جعفر الطيار” “مالك بن دينار” “أبو الدرداء” وغيرها.

معايير التغيير

الخطوة التي اتخذتها “تربية حلب” ليست الأولى من نوعها، فقد سبق لمديريات التربية في عدة محافظات أن اتخذت قرارات مماثلة غيّرت إثرها أسماء المدارس، ضمن حملة لإزالة رموز النظام السابق، إلا أن هذه القرارات كانت تغيّر أسماء المدارس بالجملة دون تمييز بين الأسماء  التي تحمل رمزية وطنية وتلك التي تعتبر من رموز النظام، في ظل غياب للمعايير التي يتم بناءً عليها تغيير أسماء المدارس، فضلاً عن أن اختيار الأسماء الجديدة لا يراعي إطلاق أسماء من رموز المدينة وأدبائها ومفكريها وسياسييها وحتى أبناءها الذين خسروا حياتهم خلال سنوات الثورة ضد النظام على كثرتهم.

من جانب آخر، فلا يمكن اعتبار شخصيات مثل “حسن الخراط” و”نزار قباني” و”فايز منصور” و”فوزي الجسري” من رموز النظام السابق، وعدم تقدير مكانتهم في التاريخ السوري.

وفي وقت سابق طلبت مديرية تربية دمشق من الوزارة تغيير اسم مدرسة “سعد الله ونوس” وتحويلها لمدرسة “السفيرة الثانية”، ما أثار موجة احتجاجات وانتقادات من ناشطين دفعت الوزارة للتراجع عن القرار وإبقاء اسم “ونوس” على المدرسة.

وتثير مثل هذه الإجراءات مخاوف من فرض هوية معينة على المدارس والطلاب، وتعميم صبغة دينية وفكرية على الملف التعليمي.

زر الذهاب إلى الأعلى