
لم تعد حادثة الشابة روان من ريف حماة مجرد جريمة عابرة، بل وجعاً إنسانياً هز قلوب السوريين، بعد أن تعرضت لاعتداء جنسي جماعي قبل أيام، ومع انتشار قصتها، ارتفعت الأصوات تضامناً معها، مطالبة بكشف المجرمين وإنصافها سريعاً، بوصفها ابنة لكل بيت سوري يستشعر الخطر والغضب معاً.
سناك سوري-حماة
قصة “روان” كانت انتشرت عبر السوشيل ميديا يوم الخميس الفائت، وبحسب المعلومات تعرضت الشابة العشرينية لاعتداء جنسي من قبل شخصين، بينما كانت متوجهة على دراجتها الهوائية من منزلها في قرية “حورات عمورين” إلى مكان عملها في محل للحلويات بمدينة سلحب.
لاحقاً وبحسب المتداول، عثر مجموعة من البدو السوريين على الشابة وقد كانت عارية، ليقوموا بمنحها ملابس وإيصالها إلى منزل ذويها، ومنذ ذلك الوقت والشابة في المشفى بوضع نفسي وجسدي سيء.
الجريمة أثارت ردود فعل غاضبة واستنكاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبة بالإسراع بكشف المجرمين وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل، باعتبار أن العدالة وحدها قادرة على إنصاف الضحية وردع الجناة، ومنع تحول مثل هذه الحوادث إلى شرخ اجتماعي يهدد السلم الأهلي في مجتمع يفتش عن الأمان بعد سنوات طويلة من العنف.
ونقلت صفحة سلحب بياناً لأهالي قرية “حورات عمورين”، جاء فيه: «نحن أهالي قرية حورات عمورين عموما وأعمام الفتاة المغتصبة نستنكر هذه الجريمة البشعة التي تتنافى مع القيم الإنسانية والأعراف والتقاليد والأديان والتي تأبى الوحوش أن تفعلها نتوجه الى الجهات المعنية بالتحقيق والبحث والكشف عن الفاعلين بأسرع وقت ممكن من أجل أن ينالوا جزاءهم العادل كي لا تتكرر هذه الجريمة مع فتاة آخرى».
كما طالبوا جميع الصفحات والناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدم اتهام أي قرية بالاسم، كون الفاعلين مازالوا مجهولين.
مطالب بوقف التحريض
وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، “هند قبوات”، قالت عبر صفحتها بالفيسبوك، إنها تواصلت مع ذوي الشابة الضحية وحملت منهم رسالة، تتضمن المطالبة بوقف التحريض والشحن الطائفي، وعدم شيطنة الآخر، ودعوا إلى التكاتف ضد أي فعل إجرامي يهدد “بناتنا وأهلنا” على حد تعبيرها.
وأكدت أنها تتابع القضية بشكل مباشر مع وزارة الداخلية والأوقاف، وأضافت: «لنجعل موقفنا واضحًا: لا مكان لمثل هذه الجرائم بيننا، والعدالة يجب أن تأخذ مجراها، روان ابنتنا جميعا».
ولم تنشر وزارة الداخلية عبر صفحتها بالفيسبوك أي تفاصيل عن الجريمة التي هزّت الرأي العام السوري، بينما نقلت الإخبارية السورية عن مدير الأمن الداخلي في سهل الغاب “خالد مردغاني” قوله إنه وبحسب التحقيقات الأولية تعرضت الفتاة للخطف من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية بين قرية الحورات ومدينة سلحب حيث قاما باقتيادها الى أرض زراعية والاعتداء عليها.
وأضاف أن «التحقيقات ماتزال جارية “بشكل مكثف” للوصول إلى المتورطين في هذه الجريمة النكراء، ومحاسبتهم وفق القوانين العادلة والرادعة لأمثالهما».
يذكر أن الشابة المعيلة الوحيدة لأسرتها المؤلفة من أم وشقيق من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد وفاة والدها.
تبقى قضية روان جرس إنذار يذكّر بأن أمن الفتيات وكرامتهن ليس شأناً فردياً، بل مسؤولية مجتمع بأكمله ودولة مطالبة بإثبات قدرتها على حماية أبنائها، فالجريمة التي استباحت جسد ابنة في العشرين من عمرها، لا يجب أن تتحول إلى رقم جديد في سجل الانتهاكات، بل إلى لحظة فاصلة تفرض عدالة واضحة، وموقفاً واحداً ضد كل ما يهدد السلم الأهلي وحق النساء في العيش بأمان، إنصاف روان اليوم هو دفاع عن مستقبل بلد لا يحتمل المزيد من الجراح.