
في خطوة وُصفت بأنها “نوع جديد من الصحافة الخدمية”، كرّمت صحيفة “الوحدة” الحكومية مدير عام شركة كهرباء اللاذقية محمد الحكيم بدرع، تقديراً لجهوده في “تحسين الواقع الكهربائي” بالمحافظة.
سناك سوري-عارف العتمة
غير أن الشارع الذي لا يمتلك درعاً وملّ من الخطابات، قرر تكريم الشمعة والفانوس و”الليدات” الصينية التي أصبحت، عملياً، المزود الرسمي للنور في معظم منازل المدينة.
فبينما كانت الصحيفة تشيد بـ”الجهود الاستثنائية”، كان أبو أحمد في حي الرمل الجنوبي يحاول تشغيل برّاده على “الانفرتر” للمرة الثالثة خلال ساعة واحدة، فيما قالت أم ناصر من بسنادا إنها تحاول فهم برنامج التقنين وحفظ مواعيده المتبدلة، كما أنها ماتزال بانتظار التحسن الذي وعدت به مع باقي السوريين لكن الكهرباء ماتزال على حالها تقريباً.
الخبر الرسمي تحدّث عن “تفانٍ” و”معالجة أعطال”، لكنه لم يذكر شيئاً عن المواطن الذي ملأ الفيسبوك تذمراً من الكهرباء، كما لم يرد أي توضيح حول سبب عدم تحسن الكهرباء بالعديد من أحياء المدينة، ومايزال الأهالي يقيسون وقت الطبخة بعدد المرات التي انقطعت فيها الكهرباء.
وبينما وزّعت “الوحدة” درعها المعدني، واصل الناس توزيع المقترحات على فيسبوك، حيث كتب أحدهم: “نقترح أن تكرّم الصحيفة مدير المياه أيضاً، بشرط أن يطفئوا العطش بالتصفيق”.
المفارقة أن الصحافة التي يفترض أن تسلط الضوء على معاناة الناس، اختارت أن تضيء درعاً في مكتب المدير فالصحفي الذي كان يمكن أن يسأل: “كيف يقضي الطالب ليلته على ضوء الهاتف؟”، اكتفى بأن يصفق للتيار الكهربائي وهو ينقطع عن بيته مثل بقية المواطنين، هكذا صارت الصحافة الرسمية تشبه الكهرباء نفسها تظهر في مكاتب المسؤولين وتغيب عندما يحتاجها الناس فعلاً.