سانا بحلّتها الجديدة تعِد بالشفافية لكسب ثقة السوريين .. هل تتغير صورة الإعلام الرسمي؟
تحويل الفرقة الحزبية إلى قاعة تدريب .. وزيارات موقع سانا ترتفع 600%

أطلقت وكالة سانا الرسمية اليوم هويتها البصرية الجديدة في حفل شارك فيه وزراء ودبلوماسيون ومؤسسات إعلامية وتعهّدت خلاله الوكالة بتغيير نهجها وسياستها التحريرية لتكون أكثر مهنية وصدقاً.
سناك سوري _ دمشق
وقال المدير العام للوكالة “زياد المحاميد” أن سانا تصوغ اليوم فجراً جديداً تعيد فيه الاعتبار لرسالتها الصحفية الأصيلة بأن تكون وكالة وطنية مهنية تنقل الخبر بصدق وتخاطب العالم بلسان سوريا الحقيقية.
وأضاف “المحاميد” أن القائمين على سانا اليوم ورثوا مؤسسة مثقلة بالجمود، وفكراً صحفياً تقليدياً يقوم على الإملاء لا البحث والميدان وتقصي الحقائق والدقة، وبنية تحتية متداعية، بينما بدأت رحلة التحول وتغيّرت آلية العمل الإعلامي من صحفي ينتظر التعليمات إلى صحفي ميداني يتحرى صحة المعلومة وينقلها بمهنية، وأعيدت صياغة السياسة التحريرية لتصبح أكثر توازناً وقرباً من الناس.
وأشار المدير العام للوكالة إلى تحويل مقر الفرقة الحزبية من مكان بعثي مغلق إلى قاعة تدريب مفتوحة تخرّج جيلاً جديداً من الصحفيين بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية، كما تم نقل سانا من عزلة إعلامية إلى حضور عصري عبر موقع إلكتروني حديث مدعوم بأحدث أدوات الوصول إلى الجمهور، والتوسع بتغطية الأخبار عبر شبكة مراسلين في كل المحافظات واعتماد 5 لغات رئيسية هي الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والتركية والكردية، مع سياسات تحريرية خاصة بكل جمهور.
وبحسب “المحاميد” فقد ارتفعت زيارات الموقع 600% خلال الأشهر الماضية، وزادت متابعات الوكالة على وسائل التواصل 400%.
أما وزير الإعلام “حمزة المصطفى” فقال أن سانا تنطلق اليوم بحلتها الجديدة، بعد أن ارتبط اسمها طويلاً في الذاكرة الجمعية بمرحلة النظام البائد، حين تحولت من وكالة للأنباء إلى أداة دعائية تبرّر القمع وتزيّف الحقائق.
وأوضح “المصطفى” أن سانا والإعلام الوطني يعوّلان على التراكم للارتقاء بالخبرات، وعلى الالتزام بالمصداقية والشفافية لكسب ثقة السوريين من جديد بعد عقود من القطيعة القسرية.
وتأسست وكالة سانا للأنباء في حزيران 1965 لتكون الوكالة الرسمية للبلاد وترتبط بوزارة الإعلام، لكنها خلال عهد النظام السابق تحوّلت مثل سائر الإعلام الرسمي إلى منابر تدافع عن سياسات النظام وقراراته وتتجاهل تغطية الأحداث التي لا تناسب سردية النظام، فيما يطمح السوريون اليوم إلى ألّا يقتصر تجديدها على الشكل الخارجي لموقعها الإلكتروني أو مظهر مبنى الوكالة في دمشق، وأن يمتد إلى تحديث منهجيتها وسياستها التحريرية لتكون منبراً إعلامياً شفافاً قريباً من الناس وليس ناطقاً رسمياً باسم الحكومة فحسب.