أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

7200 مدرسة بحاجة ترميم وإصلاح.. كم كلفة إعادة إعمارها؟

40% من مدارس سوريا خارج الخدمة وملف التعليم على طاولة الإعمار

من أصل 19 ألف و365 مدرسة في سوريا، هناك 7200 مدرسة مدمرة، أي نحو 40% من المدارس تحتاج لترميم وإصلاح، ومع ترقب عودة المزيد من النازحين واللاجئين السوريين إلى بلادهم، تبدو الحاجة اليوم ملحة للبدء الفوري بملف المدارس، وهذا ما فعلته وزارة التربية التي أطلقت مبادرة “أعيدوا لي مدرستي” التي تهدف إلى إعادة تأهيل المدارس المتضررة وضمان حق التعليم للجميع.

سناك سوري-دمشق

بحسب بيانات الوزارة، فإن عدد الطلاب حالياً يبلغ نحو4.2 مليون طالب وطالبة، بينما يوجد 2.4 ملايين طفل خارج التعليم، وتقول التربية إنها تستعد لاستيعاب نحو 1.5 مليون طالب عائد إلى الوطن.

بداية العام الجاري، احتفلت “رشا” موظفة بالقطاع الخاص 27 عاماً من دمشق، بعودة أشقائها وشقيقاتها من تركيا، وبعد أيام من الاحتفال باللقاء مرة أخرى في منزل العائلة بعد سنوات، قالت لـ”سناك سوري”، إن عملية البحث عن مدرسة لأطفال أشقائها بدأت، ووقع الخيار على مدرسة خاصة بقسط مرتفع فاق العدة ملايين لكل طفل لكن لم يوجد خيار آخر.

بحسب “رشا” فإن المدرسة الحكومية القريبة مكتظة جداً، ولم تسأل العائلة عن أي مدرسة أخرى لأنها تريد واحدة قريبة، فلم يكن هناك حل إلا المدرسة الخاصة على أمل أن يتغير شيء مع بداية الموسم الدراسي القادم، واليوم لا يبدو أن هذا الواقع قد تغير ومايزال على حاله.

إضافة إلى اكتظاظ المدرسة الحكومية، فإن السبب الآخر الذي دفع العائلة لاختيار مدرسة خاصة، هو التخفيف من حدة الفجوة الثقافية بين مدرسة الطفلين (صبي صف خامس وطفلة صف ثاني) في تركيا وبين مثيلاتها في سوريا، ففي تركيا كانت المدرسة حكومية والتعامل مع الأطفال لطيف جداً وهناك متابعة مستمرة عبر الواتساب مثلاً مع تشجيع كبير للطفلين.

مقالات ذات صلة

تقول “رشا”: «رغم أنهما في مدرسة خاصة وجدا أن المعلمة عصبية جداً، واستغربا أنهما لا يستطيعان إرسال التساؤلات حول الدرس إليها عبر الواتساب».

قصة عائلة “رشا” ليست استثناء، ومعظم السوريين العائدين إلى بلدهم سيواجهون هذه المشكلة، سواء في إيجاد مدرسة حكومية غير مكتظة، أو مدرسة خاصة بتعامل مشابه لما هو عليه الحال خارج سوريا.

ما هي كلفة ترميم المدارس؟

إحصائية وزارة التربية التي تكشف عن وجود 7200 مدرسة تحتاج لصيانة وترميم، لا تكشف عن عدد المدارس المدمرة التي تحتاج إلى ترميم شامل، ولا تلك المدمرة جزئياً التي تحتاج إلى ترميم جزئي وبالتالي من الصعب حصر الكلفة بدقة.

وغالباً ما تتركز المدارس المدمرة في إدلب وحلب والحسكة والرقة، وهي المناطق التي شهدت أعنف الاشتباكات والقصف، سواء من قبل قوات النظام أو حتى قوات التحالف الدولي.

مؤخراً قال مدير منظمة “مداد” “عزام خانجي”، لموقع “سوريا 24″، إنهم ينفذون حملة لترميم نحو 100 مدرسة في 7 محافظات سورية، وأضاف أن قيمة ترميم مدرستين في حلب بلغ 137 ألف دولار أميركي.

استناداً إلى الرقم المذكور وبحال فرضنا أن الكلفة تنسحب على باقي المدارس الـ7200، فإن فاتورة إعمار المدارس كاملة تصل بشكل تقديري لنحو نصف مليار دولار أميركي، وهو رقم ليس بالقليل بالنسبة إلى بلد باقتصاد منهك مثل سوريا.

نصف مليار كما ذكرنا رقم تقريبي استناداً إلى كلفة ترميم المدرستين أعلاه، مع ذلك يمكن أن يكون أكبر حسب عدد المدارس المدمرة بالكامل، والتي تحتاج لبناء جديد بالكامل.

إلى جانب الترميم وبناء المدمر، تحتاج سوريا مدارس جديدة غالباً استناداً إلى عدد السكان، الذي ارتفع من 21 مليون نسمة عام 2011 بحسب مكتب الإحصاء المركزي، إلى أكثر من 25 مليون اليوم وفق احصاءات غير رسمية.

وكان وزير المالية السوري، يسر برنية، قال إن موازنة سوريا القادمة ستعطي الأولوية لقطاع التعليم، مع تخصيص إعفاءات ضريبية لدعم ترميم المدارس، ورغم أهمية هذه الخطوة إلا أن إعمار المدارس يتطلب جهوداً كبيراً ودعماً من المنظمات والمجتمع المدني وحتى مساهمة رؤوس الأموال فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى