
لم تهدأ ألسنة النيران التي التهمت مساحات واسعة من ريف حماة الغربي، لتصل أمس إلى قرية عناب، حيث طالت المنازل وأجبرت عشرات العائلات على النزوح هرباً من خطر الحريق المستمر حتى اللحظة، بينما تكافح فرق الدفاع المدني لإخماده مع عدة حرائق أخرى في المنطقة وصلت حتى قرية بيت ياشوط بريف جبلة.
سناك سوري-حماة
الحريق الذي بدأ بالتزامن مع موجة الحر الشديدة يوم السبت الماضي ولاحقاً خرج عن السيطرة، التهم مساحات واسعة من الأحراج والكروم في سهل الغاب، وكانت قرية “عناب” واحدة من أكثر القرى تضرراً في ممتلكات المدنيين من كروم ومزارع ومنازل.
وطيلة أمس الثلاثاء، انطلقت الفزعات من المجتمع المحلي والقرى القريبة في محاولة لإخماد الحريق جنباً إلى جنب مع عناصر الدفاع المدني، في حين برزت العديد من المبادرات المحلية لإرسال الطعام والمياه للمشاركين في عمليات الإخماد.
وتداول ناشطون صوراً لنساء يقمن بإعداد الطعام تمهيداً لإرساله إلى عناصر الدفاع المدني والأهالي المشاركين في إخماد النيران.
وناشد أهالي المنطقة كل من يمتلك سيارة أو صهريج مياه للقدوم والمساعدة، سواء بإخماد النيران أو لإخراج العوائل من المناطق المهددة بانتقال النيران إليها.
ومع تداخل الجغرافيا بين ريفي حماة واللاذقية، فقد وصلت النيران إلى قرية بيت ياشوط وسط معلومات تحدثت بها صفحات محلية من أن الحريق تمت السيطرة عليه مساء أمس، بينما تبقّى حريق “عناب” الذي يعتبر الأخطر ويوشك أن يتمدد ليصل إلى ريف اللاذقية.
الطيران المروحي بدأ المشاركة
وأعلن الدفاع المدني صباح اليوم، عن بدء مشاركة الطيران المروحي التابع لوزارة الدفاع في عمليات الإخماد بريف حماة، وأضاف أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني وفرق إطفاء الحرائق وأفواج الإطفاء، مستمرة في بذل الجهود لوقف تمدد الحرائق ومحاصرتها.
ومساء أمس، قالت صفحة الدفاع المدني السوري بالفيسبوك، إن فرق الإطفاء استجابت لـ30 حريقاً يوم أمس الأربعاء، من بينها 10 حرائق حراجية كبيرة أخمدت فرق الإطفاء 6 منها، وماتزال تتعامل مع 4 حرائق أخرى.
وفي ريف حماة ذكر الدفاع المدني، أن 20 فريق إطفاء شارك بإخماد حرائق المنطقة بالتعاون مع أهالي المنطقة، كما أرسلت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري مؤازرات إضافية من محافظة حلب للمشاركة في مواجهة الحرائق.
وأضاف أن فرق الإطفاء ماتزال تتعامل منذ 4 أيام مع حرائق في مناطق رأس الشعرة وفقرو وأبو كليفين بالقرب من بيت ياشوط بريف حماة الغربي، مشيراً أنه رغم محاصرة النيران عدة مرات، إلا أنها توسعت وامتدت نحو مناطق جديدة أمس، بينما تواجه الفرق صعوبات كبيرة بسبب وعورة تضاريس المنطقة وارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود خطوط نار.
وبالنسبة لحريق قرية “عناب”، فقد تسببت شدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود خطوط نار في توسع النيران ووصولها إلى المنازل في قرية عناب، ما أدى لاحتراق عدد من المنازل وتمكنت الفرق من وقف تمدد النار داخل القرية وإخماد جميع البؤر فيها بينما يستمر العمل في المناطق الحراجية.
وفي وقت سابق من تموز الفائت، شهدت محافظة اللاذقية حريقاً ضخماً استمر 12 يوماً، ودمر أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية، بينها 200 هكتار من الأراضي الزراعية، وبحسب بيانات رسمية بلغ عدد العائلات المتضررة نحو 1200 عائلة.