الرئيسيةسناك ساخن

من الزواج المبكر إلى الولادة وسط الرصاص.. ريم ظُلمت مرتين

في الـ16 من عمرها خسرت طفولتها بالزواج المبكر وولدت طفلها الأول وسط القذائف

لم يمنحها العمر فرصة لتكون طفلة، في الـ16 من عمرها صارت زوجة وأماً، وفي اللحظة التي كانت تضع فيها مولودها الأول، كانت السويداء تغرق بالاشتباكات والرصاص، “ريم إحسان غرز الدين” تحمل في قصتها ظلمين ثقيلين، جمعا بين قسوة الزواج المبكر ورعب الولادة تحت النار، لتصبح شهادتها مرآة لوجع السويداء في أيامها الأكثر ذعراً وخوفاً.

سناك سوري-رهان حبيب

على سرير صغير في مركز الإيواء، تجلس الأم اليافعة وهي تحتضن رضيعها الذي لا يزيد عمره عن 15 يوماً، تروي لـ”سناك سوري”، حين كانت في قريتها “الدور” بالريف الغربي قبل أن تباغتها آلام الولادة فانتقلت للمشفى يوم 14 تموز الفائت، ويحدد موعد قدوم طفلها في اليوم التالي، ولم يكد يشهق شهقته الأولى حتى طُلب إليها المغادرة نتيجة اقتراب الاشتباكات وامتلاء المشفى بالجرحى.

غادرت “ريم” المشفى مع رضيعها قبل أن يتعرض للهجوم، تقول وتضيف: «ولأن المعارك دائرة في قرية الدور حيث أسكن مع عائلة زوجي المسافر، خرجت مع والدي إلى بيتنا لكن للأسف خرجنا تحت القصف والقذائف بصعوبة ووصلنا إلى منزل أهلي قرب مدخل السويداء الجنوبي ولم ننم ليلتنا وفي اليوم التالي هربت أحمل طفلي “جبران” مع أهلي والجيران وقصدنا قرية الكفر».

تخبرنا الشابة أن الاشتباكات يومها لم تهدأ طوال الليل والقذائف التي طالت الحي أدت لإصابة والدها وعدد من الجيران، وكانت السبب في الهروب للبحث عن مكان آمن، لكن كيف الوصول للأمان بعد أن تلقت السيارة التي حملتها مع حوالي عشرين شخصا من الحي، قذيفة أدت لانقلاب ومقتل أكثر من عشرة أشخاص سقطت أجسادهم فوقها وابنها وأمها وكادت تخنقهم لولا شجاعة أختها وسحب الجثث من فوقهم وكان الاختناق الخطر الأكبر الذي واجههم.

رحلة رعب تحت النار

تضيف ريم: «بعد انقلاب الحافلة وخروجنا سالمين كنا مضطرين للاختباء لساعات طويلة استقليت ومن تبقى من نساء الحي على جانب الطريق في ظل منزل وحاولت عدة مرات إرضاع ابني وأنا مستلقية كان الأهم عندي ألا يجوع أو يتعرض للخطر الذي كان قريباً جداً منا في ليلة من أخطر الليالي أكملناها في قرية الكفر حتى جاء قرار الانسحاب وعدنا نلملم نفسنا وها نحن اليوم مع أهل زوجي في مركز الإيواء».

“ريم” طفلة وابنها مثلها، لم تخطط لاستقباله بتلك الطريقة، قامت مع شقيقات زوجها بتزيين منزلها، وجهزت مع والدتها ملابسه الجديدة، لكن القصف والاشتباكات غيّرا المشهد بالكامل، لم يعد الطفل إلى منزله ولا إلى قريته، واضطرت الجارات في رحلة النزوح لتأمين ملابس نظيفة له ولأمه، التي لم تتوقع أن تلد في ظروف الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى