
انتظرت “رؤى” هذا الصباح 3 ساعات أمام الفرن الآلي في مدينة السويداء، للحصول على ربطة خبز لها ولعائلتين من أقاربها نزحوا من الريف الغربي قبل نحو 10 أيام، الحصول على ربطة ثانية كان يتطلب منها الوقوف مرة ثانية في الطابور الذي لا تظهر نهايته.
سناك سوري – رهان حبيب
مع دخول المدينة يومها الخامس عشر من الانعزال الكامل عن الخارج، تفاقمت أزمة الخبز والمحروقات ونقص المواد الغذائية، مع انقطاع في الألبان ومشتقاتها، والحاجة لحليب الأطفال الذي بات عملة نادرة رغم الحاجة الماسة إليه.
“رؤى” قالت لـ”سناك سوري”، إنها توجهت أولاً إلى فرن شمال المدينة، ثم إلى فرن في جزئها الجنوبي، ونتيجة الازدحام الكبير قررت التوجه إلى الفرن الآلي وانتظار دورها.
تضيف: «حاولت الاعتماد على أكلات مثل الرز والمعكرونة والبرغل حاولت الحصول على عدة أرغفة للأطفال على الأقل لقمة بزيت وزعتر تلبي طلب طفل نحن الكبار نستطيع الصبر».
وبدأت الأفران الثلاثة التوزيع منذ السادسة صباح اليوم السبت، وبحلول الـساعة 11 توقف مخبزان، بينما استمر الفرن الآلي بالعمل إلى ما بعد الظهيرة، وهو يوم عمله الأول منذ توترات السويداء.
تعدُّ مشكلة الخبز جزءاً أساسياً وهاماً من مشكلة نقص المواد الغذائية التي أخذت تتفاقم وتظهر بشكل واضح، في غضون ذلك قامت مجموعة من التجار أصحاب متاجر كبيرة مثل سنتر الشعلة والذيب والمصري وآخرين، بتسيير سيارات محملة بالغذائيات وزّعت على الأحياء مجاناً، كمبادرة للتعاضد.
آخرون عملوا على دفع فواتير بعض الأهالي في عدد من المحال التجارية، ومساعدتهم في شراء احتياجاتهم من الأرز والسكر والبرغل والمعكرونة والمعلبات وغيرها، والمشكلة الحقيقية أن مخزون تلك المواد بدأ ينفذ فالمحافظة لم تصلها أي إمدادات منذ نحو أسبوعين.
كما وصلت إلى المدينة معونات قدمها الهلال الأحمر السوري لكنها لا تبدو كافية، فالأهالي يفتقدون اليوم البيض والحليب والألبان والخضار والفواكه، بسبب عزل المدينة من جهة وعمليات التخريب بحق ممتلكات المدنيين من جهة ثانية.
وبحسب شهادات الأهالي في الريف الغربي، سُرقت الأبقار الأغنام والدجاج وليس فقط الأوزات التي صورت أثناء تعفيشها ضمن تقرير شبكة سكاي نيوز.
المحروقات واقع ينذر بالخطر
خلال الأيام الخمسة عشرة الماضية لم يصل إلا صهريج واحد للبنزين إلى المحافظة وقدمت الكازيات ما لديها من مخزون، على سبيل المثال اليوم لم تعلن اي محطة عن توزيع البنزين أو المازوت ولم يرد إلى المحافظة أي دفعة جديدة، بالتالي فإن حركة التنقل ستنعدم إضافة إلى أن حركة نزوح العائلات والاستقرار في منازل أو مراكز إيواء يتطلب تفعيل حركة النقل لتتمكن الأسر النازحة وأهالي المدينة من الحصول على بعض المتطلبات وما توفر بالأسواق.
أخيراً جزء مقبول من المحلات عادت للعمل خاصة بما يتعلق بالمواد الغذائية لكن المشكلة أن المتوفر قليل وبدأت الرفوف تفرغ وفي حال استمر العزل فإننا أمام واقع إنساني خطير تعيشه المدينة بشكل كامل.
بالنسبة لوضع المياه، بدأ الهلال الأحمر بتسيير صهاريج بين الأحياء، إضافة إلى مبادرات محلية، والكهرباء وصلت إلى أحياء وسط المدينة وعملية الإصلاح مستمرة.
وكان مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء “خالد أبو دي”، أعلن مساء أمس الجمعة إنهاء إصلاح العطل في خط 66 ك.ف (الكوم – السويداء)، ما سيساهم في إيصال التيار الكهربائي إلى محطة مياه السويداء، وبالتالي تأمين المياه للمدينة.