
لم تتوقف أقسام مشفى السويداء الوطني عن العمل، ورغم تعرض قسم العمليات فيه للتخريب وخروج قسم العناية المشددة عن الخدمة، فقد أجرى كادره الصحي نحو 500 عملية ساخنة على مدى أسبوع، بينما تابعت بعض الأقسام عملها بعنصر واحد مع متطوع.
سناك سوري-خاص
مصادر طبية من داخل المشفى قالت لـ”سناك سوري”، إن أخطر التحديات التي واجهته وتواجهه حتى اليوم هي عمليات إخلاء الجثامين والدفن وسط الحالة الأمنية المتوترة، كذلك فإن عملية التعرف على الجثامين غير ممكنة وكان لابد من إجراءات أخرى للتعرف على هويات الضحايا وهذا لم يكن متوافراً.
وفقاً للمصادر ذاتها فإن المشفى لم يتلقّ أي نوع من المساعدات أو الإمداد حتى صباح يوم الأحد 20 تموز، فيما خلا بعض المساعدات من المراكز الصحية المحلية والمتطوعين.
المساعدات الطبية وصلت اليوم الإثنين عبر الهلال الأحمر، وهي عبارة عن سيارات تحمل مواد غذائية وسيارة واحدة تحمل مساعدات طبية، وسيارتان تحملان عبوات مياه، وبحسب المصادر فإن سيارة المساعدات الطبية تنقصها الكثير من الاحتياجات وقد تم طلبها من الوفد المرافق للحملة.
في غضون ذلك، ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ من دون خروقات تُذكر، بدأت عمليات دفن الجثث بعد أسبوع من الوفاة وسط إمكانيات شبه معدومة، على حد تعبير المصادر.
وناشدت الكوادر الصحية في مشفى السويداء، المنظمات الدولية لدعم حماية وأمان المشفى وكوادره والمستفيدين من خدماته، وهو الذي سبق وشهد العديد من الانتهاكات منذ بدء الثورة السورية.
اشتباكات داخل المشفى
مشفى السويداء الوطني الذي لم يكن قد تخلص بعد من آثار وجروح الإهمال والفساد في عصر النظام البائد، لم يسلم من الاشتباكات خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة على مدى 10 أيام، ووصلت الاشتباكات فيه ذروتها يوم الثلاثاء الفائت، بينما استمرت عمليات القنص خارجه وسبق أن أدت إلى وفاة طبيب وطبيبة كانا بطريقهما إليه الأسبوع الفائت.
وبحسب المصادر فإن عمليات القنص لم تقتصر على الناس خارج المشفى، وتطورت لتصبح داخله حيث سقط العديد من الضحايا داخله في أقسام الأطفال والعناية المشددة والكلية نتيجة القنص من الخارج.
يقول زوار المكان من الأهالي ومن تمكن الوصول أن باحة المشفى غصت بالجثث للمدنيين الذين عجز أهاليهم عن الوصول إليهم ودفنهم، لاستمرار الاشتباكات لأكثر من 72 ساعة متواصلة الأسبوع الفائت، ولم تتوافر الإمكانيات اللازمة للدفن وإخلاء الجثث وأي من أنواع الدعم.
الفريق الطبي الذي تواجد من يوم الأحد 14 تموز الجاري، بقي يعمل بلا طعام أو أدنى نوع من الخدمات وحاولوا حماية المرضى والمرافقين ضمن المكان الذي تلقى القذائف وتجول المسلحون في ممراته حين سيطروا عليه بعد هجوم كبير.
ووصف ناشطون الهجوم بأنه انتهاك صريح لحقوق الإنسان والقواعد الدولية لحماية المشافي في الحروب، وأدى إلى تراجع أكبر في الخدمات الصحية المحدودة التي كان يقدمها، بينما أنقذ متطوعون ومتطوعات محليات الموقف وهم الذين لم يتوقفوا عن تلبية نداءات الاستغاثة المستمرة.