رحيل سعد الله آغا القلعة .. عازف قانون برتبة وزير

فارق وزير السياحة السوري “سعد الله آغا القلعة” الحياة أمس في “الولايات المتحدة” بعد صراع مع المرض عن عمرٍ ناهز 75 عاماً.

سناك سوري _ دمشق

ونعى سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي الوزير الراحل معتبرين أنه كان من الأسماء المشهود بسمعتها الحسنة ممن مرّوا على الحكومات السورية المتعاقبة.

وشغل “آغا القلعة” منصب وزير السياحة بين عامي 2001 و2011، فيما عرف عنه ولعه بالموسيقا وتأليفه لألحانٍ قدّمها بنفسه على آلة القانون، بالإضافة إلى إطلاقه مشروعه الخاص للنهوض بالموسيقى العربية.

من هو سعد الله آغا القلعة؟

ولد عام 1950 في “حلب” ابناً لطبيب الأسنان “فؤاد رجائي آغا القلعة” الذي كان أيضاً باحثاً موسيقياً وهو مؤسس أول جمعية للموسيقيين في “حلب” عام 1938 ثم أول معهد موسيقي في المدينة، وكان أول مدير لإذاعة “حلب”.

ورث “سعد الله” عن أبيه الشغف بالموسيقى ممارسةً ودراسةً وبحثاً، فدرس في المعهد الموسيقي حتى أصبح مدرّساً لآلة القانون.

وسيراً على خطا أبيه كانت الموسيقا حاضرةً إلى جانب التحصيل العلمي، حيث درس الهندسة في جامعة “حلب” ثم نال شهادة دكتوراه في هندسة المعلوماتية من “فرنسا” وكان من أوائل مؤسسي “الجمعية السورية للمعلوماتية”.

واعتباراً من منتصف الثمانينيات سيظهر “سعد الله آغا القلعة” عبر التلفزيون السوري الرسمي، من خلال برامج موسيقية مثل “نهج الأغاني” و”عبد الوهاب مرآة عصره” و”العرب والموسيقا” و”أسمهان”.

حصد “آغا القلعة” العديد من الجوائز المتنوعة خلال مسيرته منها لقب أفضل مقدم برامج عربي عن برنامج “أسمهان”، والكارتوش الفضي في مهرجان القاهرة للتلفزيون 1993، والميدالية الذهبية لأفضل تقديم في مهرجان الإذاعة والتلفزيون عام 1996 وجائزة زرياب الدولية للموسيقا عام 2016.

كان الوزير الراحل صاحب مشروع “نحو نهضة موسيقية عربية جديدة” الذي يسعى إلى تطوير الإنتاج الموسيقي وشرح وتحليل الألحان التراثية العربية الشهيرة، وقد أطلق عام 2018 مسابقة “الملحنين الواعدين” عبر صفحته على فايسبوك لاختيار أفضل لحن، كما أطلق كتاب “الأغاني الثاني” على غرار كتاب “الأغاني” لـ”أبي الفرج الأصفهاني” الذي عمل من خلاله على تحليل الموسيقا العربية باستخدام التقنيات الحديثة وشرح هذه الألحان للمتلقي العربي، محاولاً وضع تصنيف لأهم 100 عمل غنائي عربي كما فعل “الأصفهاني” في كتابه الشهير.

غادر “سعد الله آغا القلعة” سوريا بعد عام 2011، وبينما كانت رحلته كباحث موسيقي ومهندس معلوماتية ومقدّم برامج وعازف قانون ووزير سياحة حافلةً في أرجاء بلاده، إلا أن القدر له أن يغادر من قارة أخرى حيث توفي في “كاليفورنيا” الأمريكية تاركاً خلفه ميراثاً ثقافياً من كتب الموسيقى والسياحة.